الوثيقة: 10RIYADH118
التاريخ: 26 يناير 2010
سري
السفارة الاميركية في الرياض
مصنّفة من قبل: السفير جيمس بي سميث
الموضوع: وزارة الخارجية السعودية تضغط على الصين لوقف الانتشار النووي
الايراني، وقلقة حول تشريعات إدارة أمن النقل
ملخّص: أبلغ مسؤولون في وزارة الخارجية السعودية الزائر الأميركي فيلتمان بأنهم
على قناعة بأن ايران تنوي تطوير سلاح نووي، وأن وزارة الخارجية السعودية تضغط
على نظيرها بقوة من أجل انخراط صيني أكبر فيما يرتبط بهذا التهديد خلال زيارة
وزير الخارجية الصيني في بداية شهر يناير. وفيما لم تتم مناقشة أي صفقة علنية،
فإن السعودية بدت واضحة في موقفها بأنها على استعداد لإطلاع الصينيين على مصادر
قلقها حيال أمن الطاقة والتجارة في مقابل دعم صيني فعّال لمنع الانتشار النووي
الايراني.
وعبّرت السعودية أيضاً عن قلقها حول الدور الايراني غير المساعد في
اليمن. وفيما بدا السعوديون مسرورين جداً بالعلاقات الثنائية، فإن المسؤولين
السعوديين صارمون ـ وبتوجيهات خاصة ـ بشأن الشكوى حيال التأثير السلبي المتواصل
لتشريعات إدارة أمن النقل الأخيرة التي تدعو الى مزيد من الرقابة الأمنية على
السعودية. وسيثير وزير الخارجية السعودي هذه الموضوعات المقلقة مع وزيرة
الخارجية في لندن في 27 يناير. وقد لحظوا بأن الرأي العام السعودي غاضب بدرجة
متزايدة حيال هذا الأمر، ولايفهم سبب وضعه في قائمة جنباً الى جنب كوبا، والتي
دفعت بعض السعوديين للتساؤل كيف هي حقيقة العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة.
مساعد نائب وزيرة الخارجية فيلتمان حثّ السعودية على ربط نفسها باتفاقية
كوبنهاجن بحلول 31 يناير. ذكرت وزارة الخارجية السعودية بأن الأخيرة تبّرعت بـ
50 مليون دولار لجهود الإغاثة في هاييتي في 25 يناير.
الطموحات النووية الايرانية
ناقش الزائر مساعد نائب وزير الخارجية للشرق الأوسط والأدنى فيلتمان
قضايا عديدة مع وكيل وزير الخارجية السعودية الدكتور الأمير تركي آل سعود
الكبير في يناير 26. وقال الأمير تركي بأن السعودية على قناعة بأن ايران تنوي
تطوير أسلحة نووية، وقال بأن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال
زيارة للصين في 17 يناير بأن هذا يعتبر قضية أمنية حساسة.
حصول إيران على أسلحة نووية سيفتح الباب أمام البقية في الشرق الأوسط للحصول
على أسلحة نووية. وحين ردّ وزير الخارجية الصيني بأن الصين لن تقبل بتطوير
إيران لأسلحة نووية، أبلغه سعود الفيصل بأن الصين يجب أن تعمل بصورة وثيقة مع
بقية دول العالم ومجلس الأمن الدولي التابع لهيئة الأمم المتحدة لمنع حصول ذلك.
ـ أكّد الأمير تركي على أنه لم يكن مساعداً أن ترسل الصين وفداً من مستوى متدنِ
الى محادثات 5+1. كما أكّد أيضاً على أنه كان مخيّباً للآمال أن الوفد لم يوافق
على أن الوقت قد حان لزيادة الضغط على ايران.
ولحظ الكبير بأن الوقت لم يكن في صالح مجلس الأمن الدولي، ولكن كان في صالح
إيران. وقال الأمير تركي بأن السعودية كانت على قناعة بأن الوقت قد حان لدفع
الصين باتجاه هذه القضية. وسيكون من المهم القول بأن تطمينات وزير الخارجية
سعود الفيصل لم تكن تعكس مجرد موقف وزارة الخارجية، ولكنها مثّلت تفكير الحكومة
بأسرها. وقال بأن السعودية أعادت هذه النقاط للمبعوث الخاص الصيني للشرق
الأوسط، الذي قام بزيارة الإسبوع الماضي. وقد أثارت السعودية القضايا المقلقة
مع روسيا، (والتي هي قريبة من المواقف الأميركية والسعودية)، وكذلك مع نائب
وزير الخارجية الفرنسي قبل ثلاثة أسابيع. وأكّد الأمير تركي أيضاً على العمل مع
بعثة لبنان التابعة للأم المتحدة، والتي هي على مجلس الامن، حيث أن عليها
مواجهة الانتشار النووي الإيراني.
وقال الأمير تركي بأن الصين لم تثر قط بصورة مباشرة قضية قلقها حيال تأمين
الامدادات النفطية الكافية خصوصاً في حالة قطع الامدادات النفطية الايرانية.
مهما يكن، فإن السعودية تتفّهم بصورة كاملة قلق الصين، وفي ذلك السياق، هي
مسرورة للمحادثات الناجحة بين وزير الخارجية الصيني وشركة أرامكو السعودية
ومسؤولي التجارة حول قضية الطاقة وقضايا تجارية محدّدة.
أشار الأمير تركي الى أن السعودية أصبحت واحدة من أكبر مصدّري الطاقة الى
الصين، وأنها استثمرت مليارات الدولارات في مصافي في الصين. وقد نمت التجارة من
140 مليون دولار قبل عقد الى 75 مليار دولار الآن، مع توقّعات بزيادة أكبر.
وخلص الأمير تركي الى أن السعودية تدرك ما يقلق الصين، وهي على استعداد لأخذ كل
الاجراءات للتعامل مع مصادر قلقها، ولكن لا بد من تعاون الصين في وقف تطوير
ايران للسلاح النووي. وأن السعودية تشجّع بلداناً خليجية أخرى للقاء مع الصين
لاكتشاف مجال تعاون مماثل، بالرغم من أن هذه الدول، بحسب توقعها، تبحث عن شيء
مماثل في مقابل التعامل مع قلق الصين فيما يرتبط بموضوع الطاقة.
اليمن
اوضح الأمير تركي بأن السعودية تعتقد أيضاً بأن ايران تلعب دوراً غير مساعد
في اليمن. ومع استبعاد الحاجة الى أدلة واضحة (محددة)، قال بأنه كان من الصعب
شرح كيف أن الحوثيين، كجماعة قبلية فقيرة، قادرة على الحصول على مال وفير بهذه
السرعة والحصول على أسلحة ثقيلة والتي استعملوها بغياب مساعدة جماعة ما في
الخارج. ومن الصعب أيضاً، على حد قوله، شرح أوجه الشبه الصادمة بالتقنيات التي
جرت استعمالها من قبل جماعات مؤيّدة لإيران في العراق. فالسعودية على قناعة بأن
ايران تزوّد المال لرجال القبائل الفقراء من أجل القتال، وكذلك دفع الأموال
لعوائلهم، وأنها تسهّل الاتصال مع الصومال والقاعدة. وقال الأمير تركي بأن قوات
الدفاع السعودية كانت مندهشة بطريقة قتال الحوثيين، بما يعكس تدريباً متقدّماً
(ملاحظة: في لقاء منفصل، مسؤولون في الوزراءة الداخلية رددوا كثيراً هذه
التقييمات بتفصيل أكثر، سيبتل، نهاية الملاحظة).
ـ قال الامير تركي بأن السعودية لا تنوي أن تكون جزءً من الصراع الدائر حالياً
بين الحكومة المركزية والحوثيين. السعودية شعرت بأن عليها أن ترد بعد أن عبرت
القوات الحوثية حدودها. وقال بأن لا معنى بأن يقوم الحوثيون بمهاجمة السعودية
خصوصاً وأن الحكومة السعودية قد حذّرتهم في وقت سابق من القيام بذلك. وخلص الى
أن إيران كانت تحاول اختبار ردود الفعل السعودية.
وقال: اليمن ليس بحاجة الى قوات أميركية، ولكنه بحاجة الى المعدات، والتدريب،
والمعلومات، وكذلك المساعدة على مواجهة التحديات التنموية بعيدة المدى. وقال
أيضاً بأن السعودية قلقة حيال الحضور المستمر للقاعدة في اليمن، حيث أنها
ستستغل أي فرصة لمهاجمة السعودية والولايات المتحدة.