الوثيقة رقم: 09RIYADH496
التاريخ: 31 مارس 2009
سري
السفارة الأميركية في الرياض
الموضوع: أعداد المشهد قبل زيارة السناتور بوند في الفترة مابين 6 ـ 8 إبريل
الى السعودية
ترميم العلاقات الأميركية السعودية
كما ستسمع، فإن حسابات السياسة الخارجية السعودية محثوثة بالخوف العميق والشكوك
من النفوذ الايراني المتمدد. وفيما تحسنت العلاقات الاميركية السعودية بصورة
دراماتيكية منذ أعقاب 9/11، فإن الخلافات تبقى حول السياسات الأميركية في الشرق
الأوسط. فلدى السعوديين ثلاثة قضايا رئيسية ذات قلق خاص حول السياسات الاميركية
:
1 ـ باعتباره صاحب المبادرة العربية للسلام العام 2002، فإن الملك عبد الله
خاطر بسمعته الشخصية في مناصرة سلام شامل في الشرق الأوسط كـ (خيار استراتيجي)
للعرب، وأن ما يسبب إحباطاً له هو أن يرى التردد الاميركي في الانخراط في
العملية خلال السنوات السبع القادمة.
2 ـ وبالمثل، من وجهة النظر السعودية، لقد تجاهلنا نصيحة الملك ووزير الخارجية
بشأن غزو العراق. وبحسب تعبير وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل
(التدخل العسكري في العراق وافغانستان تسبب في إحداث خلل في ميزان القوى لصالح
ايران.
3 ـ وأخيراً، النقاش الأميركي حول ما اذا كان هناك قرار وكيف بمهماجمة ايران
وقد تسبب ذلك النقاش في تغذية مخاوف السعودية من أن الادارة الاميركية الجديدة
قد تعقد صفقة مقايضة دون أولاً التشاور مع البلدان العربين المجاورة للخليج
الفارسي.
تعيين الأمير نايف
تقول الوثيقة بأنه بالرغم من تعيين الامير نايف نائباً ثانياً للملك، رئيس مجلس
الوزراء، ألا أن التعيين لا يعني بالضرورة أن يصبح نايف (ولي العهد في
الانتظار)، لأن الملك أنشأ هيئة البيعة لاختبار خليفة الملك.
ـ قد يكون الملك مدفوعاً بالجانب العملاني. ولي العهد الأمير سلطان هو في كل
الاحوال يعتبر غير مؤهّل، وأن الملك بحاجة الى السفر للخارج. ولابد أن يتولى
شخص ما الأمر، وأن نايف، بحكم تفوقه من بين أبناء عبد العزيز وموقعه كوزير
للداخلية كان وفق التقليد المرشح القيادي للمنصب.
مساعد وزير الداخلية محمج بن نايف أخبر السفير بأن تعيين والده لا يجب أن ينظر
إليه في ضوء التوارث، ولكنه (ضرورة إدارية).
الأمن الداخلي
بمساعدتنا، أي الاميركيين، هزمت السعودية بصورة كبيرة الارهاب في الداخل.
والسعوديون الآن هم شريكنا الاستخباري الأشد أهمية في مكافحة الارهاب. فقد
فرضوا سيطرة محكمة على الجمعيات الخيرية وانتقال المال لقطع قنوات التمويل
الارهابي. ووقّعنا على اتفاقية تبادل معلومات مع المملكة وبدأنا تبادل معلومات
حول المسافرين جوّاً ومعلومات حول أسماء المسافرين لمساعدة تعقّب المشتبّه فيهم
من الارهابيين، وتسهيل السفر القانوني. ويمكننا القول بوضوح بأن السعودية هي
جزء من الحل وليست المشكلة.
ـ القيادة السعودية تبقى قلقة بدرجة كبيرة حول ضعف المنشآت الخاصة بإنتاج
الطاقة، وقد وضعت محمد بن نايف مسؤولاً عن الجهود لكسب القدرة للدفاع عن هذه
البنية التحتية الأساسية. وهو يتطلع بصورة أساسية للولايات المتحدة لبناء هذه
القدرة عبر مبادرة طرحت بصورة رسمية في مايو 2008 حين وقّعت وزيرة الخارجية
كونداليزا رايس والأمير نايف اتفاقية لإنشاء هيئة مشتركة حول حماية البنية
الاساسية الحساسة. وقد أنشأنا وكالة مشتركة، ومنظمة استشارات أمنية، ومكتب
إدارة البرامج التابعة لوزارة الداخلية لتطبيق الاتفاقية الامنية الثنائية. وقد
جعل الملك عبد الله حماية البنية التحتية الحساسة للسعودية باعتبارها أولوية
أمنية عليا، مع منح محمد بن نايف سلطة تحقيق الهدف.
إيران
تبقى إيران، التهديد الاستراتيجي، في مقدمة مصادر القلق الأمني السعودي.
مسؤولون أميركيون كبار زاروا المملكة مؤخراً سمعوا الملك وهو يتحدث بصورة واسعة
عن الخطر الكبير الذي تفرضه ايران على المنطقة. وبصورة عامة، فإن القيادة
السعودية بدأت في النظر الى كل القضايا الأمنية الاقليمية عبر التماعات المخاوف
بشأن تنامي النفوذ الايراني. فهم ينظرون الى نشاطات إيران بأنها تحريضية بدرجة
خطيرة، ليس في العراق فحسب، ولكن في لبنان، والبحرين، واليمن، وأجزاء من
أفريقيا، وشرق غرب آسيا.
التقى الملك عبد الله مع وزير الخارجية الايراني في بداية هذا الشهر، وفي أعقاب
ذلك أبلغ جون برنان بأنه كان في مداولة ساخنة مع متكي موبّخاً اياه بأن
(الفرس) لا شغل لهم بالتدخل في شؤون العرب مهدًداً بأنه سيعطي ايران ليس أكثر
من عام واحد لإصلاح علاقاتها في المنطقة).
رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن أبلغ برنان بأن (الهلال الشيعي أصبح
قمراً تاماً)، مدللاً على أن (السعوديين محاطون من المخادعين الايرانيين).
في موضوع النشاطات النووية الايرانية، فإن وجهة النظر السعودية هي بأن الأمم
لها الحق في امتلاك برنامج نووي سلمي، ولكن ايران ليس لها الحق في أن تعمل ما
تعمله الآن. يريد السعوديون أن يروا حلاً سلمياً للمشكلة النووية الايرانية
ولكن يريدون أيضاً ضماناً بأن المصالح السعودية تؤخذ بنظر الاعتبار في أي صفقة
مع ايران.
أفغانستان
لقد شجّعنا الحكومة السعودية على أن تكون فاعلة بدرجة أكبر في دعم حكومة كرزاي،
وخصوصاً في مساعدته في تدريب، وتمويل التدريب، للقوات الأمنية الافغانية. كانت
السعودية داعمة في تقديم المساعدة، ولكننا نرغب في أن يقوموا بأكثر من ذلك. أحد
الموضوعات التي كانت الدبلوماسية السعودية تميل اليها هي في المساعدة بالوساطة
بين الحكومة الافغانية وطالبان.
باكستان
يشعر السعوديون بقلق بالغ حيال التصدع السياسي في باكستان، وقد عملوا بدرجة
شاقّة من خلال سفارتهم في إسلام آباد لجمع الأفرقاء الباكستانيين. وكانت
العلاقات السعودية مع باكستان قد توتّرت لأن السعوديين لا يثقون بزرداري ويرونه
وسياسيين باكستايين قياديين آخرين كفاسدين.