الوثيقة 09RIYADH447
التاريخ: 22 مارس 2009
سري
السفارة الأميركية في الرياض
الموضوع: لقاء مستشار مكافحة الإرهاب جون برنان مع الملك السعودي عبد الله
عقد اللقاء في قصر الملك في 15 مارس 2009 واستمر اللقاء 90 دقيقة وسلّط الضوء
على العلاقات الاميركية السعودية، وعملية مكافحة الارهاب، ومعتقلي غونتنامو
اليمنيين، وايران، والعراق
قال الملك: أنه ابلغ وزير الخارجية الايراني متقي قبل دقيقة من اللقاء بأن على
ايران التوقف عن التدخل في شؤون العراق، وأنه أعطى ايران سنة كحد أقصى لتحسين
علاقاتها مع السعودية.
وقال الملك بأن متقى كان يجلس على نفس الكرسي الذي يجلس عليه برنان قبل لحظات.
ووصف الملك المحادثة مع وزير الخارجية متقي بأنها كانت ساخنة، ونقاش صريح حول
التدخل الايراني في شؤون العراق. رد متقي على الملك حول تدخل ايران في شؤون
حركة حماس، أجاب متقي بأن (هؤلاء مسلمون)، فرد الملك: لا، هؤلاء عرب.
أنتم كفرس لا دخل لكم بالتدخل في قضايا العرب).وقال الملك بأن الايرانيين
أرادوا تحسين العلاقات وأنه ردّ باعطاء متقي مهلة (سأعطيكم سنة (لتحسين
الروابط)، وبعد ذلك، ستكون النهاية).
وعبّر الملك عن أمله بأن الولايات المتحدة ستقيّم سياستها إزاء ايران، وأن تخلص
الى النتيجة الصحيحة. ورد برنان بأن الرئيس أوباما كان شخصياً يستعرض سياسة
الولايات المتحدة إزاء ايران وأراد سماع أفكار الملك. شدّد الملك على أن إيران
تحاول إنشاء تنظيمات مشابهة لحزب الله في البلدان الأفريقية، ملفتاً الانتباه
الى أن الايرانيين لا يعتقدون بأنهم يقومون بعمل غير صائب ولا يقرّون بأخطائهم.
(قلت (لمتكي) بأنها مشكلتكم) على حد قول الملك. وقال الملك بأنه يفضل رفسنجاني
في الانتخابات الايرانية، لو كان هو من يدير الانتخابات. ووصف إيران ليس (جاراً
يريد المرء رؤيته)، ولكنه (جار يريد المرء تحاشيه). وقال بأن (الايرانيين نصبوا
صواريخ على أمل زرع الخوف في الناس والعالم). الحل للصراع العربي الاسرائيلي
سيكون انجازاً عظيماً، على حد قول الملك، ولكن ايران ستجد طرقاً أخرى للتسبب في
المشاكل. (هدف ايران هو خلق المشاكل)، ويواصل (ليس هناك شك بأن ثمة شيئاً ما
غير مستبعد حيالهم). ووصف إيران بأنها (مغامرة) بالمعنى السلبي، وقال (الله
ينجينا من السقوط ضحية لشرورهم).
قال الملك بأنه (قبل ثلاث سنوات أرسل المرشد الاعلى خامنئي مستشاره علي أكبر
ولايتي حاملاً رسالة يطلب منها موافقة الملك عبد الله لتأسيس قناة خلفية رسمية
للتواصل بين القيادتين. يقول عبد الله بأنه وافق وتشكّلت القناة مع ولايتي
ووزير الخارجية سعود الفيصل كنقاط تواصل. ومنذ سنوات، حسب قول الملك، فإن
القناة لم يجرِ استخدامها قط.
أعرب الملك عن عدم ثقته الكاملة في رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأن أمله
ضئيل في تحسّن العلاقات السعودية العراقية طالما بقي المالكي في منصبه.
يقول الملك (يقول البعض بأن الغزو الاميركي سلّم العراق الى ايران على طبق من
فضة، هذا بعد أن حاربنا صدام حسين). وقال الملك بأن ليس لديه (أي أمل من
أي نوع في رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وأن السفير فراكر على اطلاع تام
بوجهات نظري). وشدّد الملك على أنه رفض توسّلات الرئيس بوش بلقاء المالكي. وقال
الملك بأنه قابل المالكي في بداية عهده، وأنه أعطاه قائمة مكتوبة من الالتزامات
للمصالحة في العراق، ولكنه أخفق في تلبية أي منها. ولهذا السبب، على حد قول
الملك، ليس للمالكي مصداقية (لا أثق بهذا الرجل. هو عميل إيراني). وقال الملك
بأنه أبلغ كلاً من بوش ونائب الرئيس السابق تشيني (كيف أستطيع أن أقابل شخصاً
لا أثق به؟)، لقد (فتح ـ المالكي ـ الباب للنفوذ الإيراني في العراق) منذ أن
تسلّم السلطة، وقال الملك بأن ليس لديه أي أمل على الإطلاق في المالكي، أو
اللقاء معه.
الملك يقول في رد على رسالة ودية للرئيس الأميركي أوباما نقلها برنان (نحن
أهرقنا دماً سوياً في الكويت والعراق)، وواصل الملك بأن السعودية تقدّر ذلك
بشكل كبير. وقال بأن الصداقة قد تكون قضية صعبة وتتطلب عملاً، ولكن الولايات
المتحدة والسعودية عملا على امتداد 70 سنة أي ثلاثة أجيال.