gulfissueslogo
الوثيقة 10RIYADH178
الموضوع: إعداد مشهد قبل زيارة الوزيرة كلينتون في فبراير 15 ـ16 الى السعودية

الوثيقة 10RIYADH178
التاريخ: 11 فبراير 2010
سري
السفارة الاميركية في الرياض

الموضوع: إعداد مشهد قبل زيارة الوزيرة كلينتون في فبراير 15 ـ16 الى السعودية

مصنّفة من قبل: السفير جيمس سميث

فقرة (سي): الاخبار السيئة هي أننا نختلف في القضايا التكتيكية في بعض الاهداف الرئيسية، ونشعر غالباً بالإحباط بفعل عدم التجاوب السعودي وغياب محاورين وسط القيادة الجماعية المعمّرة. وضع المرأة، الحرية الدينية، حقوق الإنسان، هي موضوعات مثار قلق. على الجانب السعودي، يعتقد الملك عبد الله بأننا لسنا دائماً موثوقين، ثابتين، أو راغبين بالأخذ بالنصيحة في القضايا الهامة، مثل العراق. سعود الفيصل وآخرون انتقدوا بصراحة سياسات الولايات المتحدة التي يصفوها بأنها حوّلت ميزان القوى الاقليمي لصالح منافستهم ايران.
اختلافات الرأي في بعض القضايا يمكن تفسيرها من خلال اختلاف ثقافاتنا وأنظمة القيم لدى كل منا، والتي يمكن أن تدخل درجة من الشك والتردد في العلاقة.
بالرغم من المشاكل، فإن تقييماً سلبياً للعلاقات الثنائية ستفقد النقطة الحساسة المتصلة بأهداف الولايات المتحدة في المنطقة. السعودية هي بلد في حالة انتقال، وأن التغييرات الجارية تقدّم فرصاً للانخراط التي يمكن أن تطوّر مصالح الولايات المتحدة والأمن الوطني. تواجه السعودية تحوّلات على أصعدة متعددة، من الجيوسياسي، حيث تشهد علاقات التجارة والطاقة تحوّلا من الغرب الى الشرق، إلى الاقتصاد حيث بدا السعوديون يتعرّفون وبصورة منتظمة على الممارسات الدولية الأفضل. محلياً، فإن الوصول السهل للإنترنت والتلفون النقّال يطلق أشكالاً جديدة من الفعالية الإجتماعية، وهو شيء جرى استعراضه بصورة واضحة من خلال انهمار المساعدة الطوعية العفوية عقب فيضانات جدة.
ـ فقرة (يو): بالنظر من الخارج، فإن وتيرة الاصلاح السياسي تبدو متجمدة (الاستثناء الملحوظ هو أن التغييرات التي جرت بعد مفاوضات منظمة التجارة العالمية كانت سريعة للغاية بالنسبة لأي بلد، المؤسسات التشريعية تقف بسرعة).
يبقى، بالنسبة لبعض مكوّنات المجتمع السعودي، فإن التغييرات تأتي بسرعة للغاية. ومهما تكن الوتيرة، فإن واقع الأمر هو أن اصلاحات جادة  تدريجية ولكنها تحدث تغييراً دائماً في المجتمع السعودي.
وذكرت الوثيقة بعض اجراءات الملك: تعيين زوج إبنته في منصب وزير التعليم، واصلاح النظام القضائي، وتشكيل هيئة تنظيمية للأسواق المالية، وبناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وتخصيص استثمارات في التعليم وقوة العمل من أجل خلق فرص عمل في المستقبل. وتشجيع تطوير القطاعات غير الهيدوكربونية.
الحسابات الاستراتيجية السعودية
الدوران ناحية الشرق: تحاول السعودية أن تتعامل مع شروط التحول في الطاقة العالمية والروابط التجارية ناحية آسيا، والتي لها تداعيات سياسية واقتصادية. إن العلاقات التجارية مع الصين ليس فقط تجاوزت ثلاثة أضعاف، بل إن الصين ستصبح عما قريب أكبر مورد من السعودية. وقد التزمت السعودية باستثمارات هامة في الصين، بما فيها مصفاة فوجيان بقيمة 8 مليار دولار. التجارة المتعاظمة قد جلبت أيضاً زيادة احتكاك، بما في ذلك شكاوى مناهضة لدفن النفايات من كلا الجانبين.
وقد أبلغت السعودية نظيرتها الصين بأنها على استعداد للتجارة بدرجة فاعلة في تزويدها بنفط مضمون في مقابل الضغط الصيني على ايران للحيلولة دون تطوير أسلحة نووية.
ـ مواجهة إيران: نتوقع بأن السعودية ستواصل تطوير روابطها مع الصين، جزئياً لموازنة علاقاتها مع الغرب. وفيما الخيار المفضّل لدى الملك هو التعاون مع الولايات المتحدة، فقد خلص الى أنه بحاجة الى المضي باستراتيجيته الخاصة لمواجهة النفوذ الايراني في المنطقة، والتي تشمل إعادة بناء تحالف تنسيق الرياض ـ القاهرة ـ دمشق، ودعم المصالحة الفلسطينية، ودعم الحكومة اليمنية، وتوسيع العلاقات مع شركاء غير تقليديين مثل روسيا، الصين، والهند لخلق ضغط دبلوماسي واقتصادي على ايران، بحيث لا تعتمد بصورة مباشرة على مساعدة الولايات المتحدة.
وقد أبلغ الملك الجنراك جونز بأنه في حال نجحت إيران في تطوير أسلحة نووية، فإن كل طرف في المنطقة سيعمل الشيء ذاته، بما في ذلك السعودية.
ـ الملك مقتنع بان الجهود الاميركية الحالية مع طهران لن تنجح، ومن المحتمل أن يكون ـ الملك ـ يشعر بأنه على حق في وجهة نظره من خلال اعلان احمدي نجاد في 11 فبراير بأن ايران نجحت في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، وأن إيران (هي الآن دولة نووية). أبلغ الملك الجنراك جونز بأن المأزق الداخلي الايراني قدّم فرصة لإضعاف النظام ـ وهو ما شجّعه ـ ولكنه ألّح أن يتم ذلك بصورة سرية وشدّد على أن التصريحات العلنية في دعم الاصلاحيين كانت غير مثمرة. الملك يقيّم بأن العقوبات قد تساعد في اضعاف الحكومة، ولكن في حال كانت قوية ومستمرة. الملك يريد أن يعقّب على تصريح الرئيس بأن وقت العقوبات قد حان. فهو يريد أن يسمع خططنا لدعم دفاعات الخليج في مقابل إيران (لقد دعا الملك الجنرال بترايوس الى مخيمه الصحراوي لمناقشة هذا الموضوع يوم الثلاثاء).
ـ التغيّر المناخي: إن زيارتك ـ أي زيارة الوزيرة هيلاري كلينتون الى السعودية ـ تقدّم فرصة هامة لوضع حدا للجدل الحاد الدائر حول التغير المنااخي. المسؤولون السعوديون قلقون بأن معاهدة التغيّر المناخي ستخفّض بدرجة كبيرة من مداخيلهم حيث سيواجهون كلفاً باهظة لتنويع اقتصادهم. ونريد أن نذهب بعيداً عن التعطيل الذي غالباً ما يبديه المفاوضون  السعوديون خلال المفاوضات لإقناع القادة الكبار للعمل معهم في شراكة لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية، بما في ذلك التعاون على تطوير الطاقة الشمسية والحيوية. الملك على وجه الخصوص على درجة كبيرة من الحساسية لتجاوز السعودية بأن تصنّف وكأنها لاعب سيء، وخصوصاً في القضايا البيئية.
هواجس السعودية في مسألة الأمن الاقليمي
ـ منع انهيار اليمن: مشاركة السعودية في الجهود الدبلوماسية الدولية لتحقيق الاستقرار في اليمن يعكس مخاوف السعودية من أن عدم الاستقرار على الحدود الشمالية هو خطر واضح وحاضر. سيبلغك الملك بأن الموقع الاستراتيجي لليمن يجعل حضور القاعدة هناك أكثر تهديداً منه في أفغانستان، وسيشدد على الحاجة لدعم وحدة اليمن، بالرغم من عدم ثقته في علي عبد الله صالح. بالنسبة للإنخراط السعودي في الحرب ضد الحوثيين، فإن الملك سيشدّد على دافع الحكومة السعودية في الدفاع عن نفسها. وحيث أن المتسللين من عناصر القاعدة من اليمن تضاعف، فإن الحكومة السعودية خلصت الى أن التمرّد الحوثي قد أذهل حكومة علي عبد الله صالح ما أدى إلى تضرّر الامن السعودي.
افغانستان/باكستان:
يعتقد الملك عبد الله بان آصف زرداري هو العقبة الرئيسية لقدرة الحكومة على التحرّك بوضوح لإنهاء مراكز إيواء الارهابيين هناك (فحين يعفن الرأس، فإنه يؤثر على كل الجسد). وقد أبلغ الملك الجنرال جونز بأن المساعد التنموية الاميركية ستعيد بناء الثقة مع الجيش، والذي شدّد على إستبعاده عن السياسة على خلاف تمنيات الولايات المتحدة.
في أفغانستان، لم يقرّ الملك بعد بالدور السعودي في الوساطة لدى طالبان في المفاوضات مع مسؤولين حكوميين أميركيين. رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن أوضح لعديد من الزوّار من المسؤولين الحكوميين الاميركيين الذي زاروا المملكة مؤخراً بأن الحكومة السعودية تفضّل إبقاء المناقشات في القنوات الاستخبارية إلى أن يتم التوصّل لأي اتفاق. ربما قد يعكس ذلك تقليل الاعلام السعودي من أهمية الزيارة الاخيرة التي قام بها الرئيس كرزاي وما ذكره السفير الأفغاني من أن اللقاء مع الملك دام فقط عشر دقائق.
ملاحظة حول الملك
ـ سيرحّب بك الملك في مخيمه الصيفي خارج الرياض، حيث يرغب أن يمضي عطل الشتاء. ستجدين الملك عبد الله البالغ من العمر 86 عاماً ساخراً ومتحدّثاً صريحاً. بالرغم من صراحته مع عائق الكلام طيلة حياته، يميل الى التعبير عن نفسه بإيجاز. وكانعكاس لجذوره البدوية، يقاضي نظرائه على أساس السلوك الشخصي، والإخلاص، والثقة.

copy_r