تستحي صحيفة الحياة اللندنية السعودية من الحقيقة. تتلاعب بالكلمات وتتذاكى.
بل وتزايد على الجميع، بمن فيهم أولياء نعمتها في السعودية.
على رغم تغطيتها الواسعة لتداعيات بث فيلم "براءة المسلمين" الاميركي والمسيء
للاسلام والرسول، إلا ان من يتابع الصحيفة يكتشف محاولة بايخة وحاقدة للتعتيم
على هوية الفيلم وأهدافه.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، في خبر الصحيفة في الصفحة الأولى ليوم السبت
الموافق 15 أيلول، وهو اليوم الذي تلا احتجاجات عارمة (يوم الجمعة) في العالمين
العربي والاسلامي، لا يعرف القارئ عن ماذا يتحدث الخبر. لا في العنوان ولا في
النص.
يقول الخبر ان الاحتجاجات عمت بسبب "الفيلم المسيء" فقط.
وعلى القارئ ان يستنتج: أي فيلم؟ ما اسمه؟ هويته؟
ثم مسيئ الى ماذا ومن؟ وكيف هو مسيء؟
لا أجوبة على أي من هذه الأسئلة. واجوبتها حقائق يفترض بأي صحافي ذكرها في
الخبر.
على الأرجح ان القائمين على الصحيفة في لندن لديهم مشكلة مع الاسلام ورسوله
ولهذا لا يذكرون شيئاً عن هوية الفيلم وإساءته الى الاسلام.
والدليل ان منافستها صحيفة الشرق الأوسط تنشر المعلومة كاملة عن الفيلم وهو
فيلم مسيء الى الاسلام ورسوله.
بهذا المعنى فان الفيلم على صلة وثيقة بمشاعر القيمين على صحيفة الحياة في لندن
وتجسيد لما يعتمل في لاوعيهم.. فهم أصلاً عنصريون يكرهون العرب ويكرهون الاسلام
. وبجبن العبيد يجهّلون الموضوع كمن يخفي سلاح الجريمة كالمجرم الذي لا يريد أن
يلفت أنظار البوليس وهو يقود السيّارة في الأفلام الأميركيّة.
المشكلة عند القائمين على صحيفة الحياة السعودية في لندن انهم يعيشون فصاما لا
يستطيعون الفكاك منه. إنّها عقدة أهل الذمّة كما تتجلّى لدى فئة خاصة جدّاً:
«المرتزقة المسيحيين لدى آل سعود".
هذا نوع خاص جداً من الانعزاليّة المسيحيّة.
يخافون من أي زلّة قد يساء تفسيرها وتستعمل ضدهم فيخسرون وظائفهم وحظوتهم. لذلك
تراهم يزايدون على اولياء نعمتهم في كثير من الاحيان، خصوصا في القضايا التي
لها علاقة بسورية وايران وفلسطين.
هذه ليس السقطة الأولى لصحيفة الحياة. ولن تكون الاخيرة طالما القائمون عليها
في لندن همهم إرضاء أسيادهم الوهابيين، رموز الشرق الاوسط الجديد في التبشير
للقيم الانسانية النبيلة من الدمقراطية والحريات وحقوق الانسان.