gulfissueslogo
الانفاق
اموال دول الخليج في خطر!
علي الشملان

- قيمة صادرات النفط في السعودية 206.4 مليار دولار...ولكن الذي دخل الميزانية 144.9 مليار.. فأين ما قيمته 61.5 مليار دولاراً، أي ما قيمته بالريال السعودي تقريبا 230.2 مليار ريال سعودي، فأين هذا المبلغ؟ أين صُرف؟ .. لا يأتي أحد ويتهكم ويقول لعلها صرفت في كذا وكذا فلماذا تبحثون عنها؟ فالجواب عن ذلك  هو الصمت، لأن السؤال بحد ذاته غلط، كيف نسكت عن المال العام المهدور ونقول لعله ولعله، بينما في دول أخرى يعتبر طرحه مشروعاً بل مقدّساً، وأن غيابه هوان وسخف!
 - حينما يتحدث أحدنا عن المال العام فهذا لا يعني أنه محتاج أو فقير أو حاسد أو حاقد وإنما حق من حقوق المواطن في المسائلة والمحاسبة، وهو مسؤول عنها أمام خالق الخلق ومدبّر الأمور جلّ في علاه.
- إن الحاكم الذي يدعي تطبيق السنة والشريعة الاسلامية، ثم حين يتم التدقيق في أهم عصب في الحياة، ألا وهو المال، ستجده مالاً سائباً بكل ما تعنية الكلمة ويكون عرضة للهدر والضياع بفعل قرارات عشوائية.
- اخواني واخواتي ... إن الميزانية تأتي من زيت مؤقت وينتهي في أيدي نظام غير ديموقراطي، وهذا الامر يثير حساسية لدى الشعب ، شئنا أم أبينا، قد لا نشعر بها الآن، وبالاصح لا يشعر بها إلا الأحرار..
فحينما تمعن النظر في قصة لأحد أفراد نظام ملكي مطلق أو دكتاتوري، فأنك تجد صرف للمال العام غير مبرر، وفي بذخ وكأن النفط والأرض ملك له! ... والأدهى والامر، والمصيبة، والكارثة، والطامة حينما يأتي فرد من الشعب ويبرر أفعال مثل هؤلاء اللصوص المتلحفين بلحاف الأمانة، الله ولينا ومولانا.
وهذا يختلف تماماً عن الراتب الشهري، فحينما تضرب له راتباً شهرياً فإنه يندهش ويستنكر ويرفض رفضاً قاطعاً، لأنه أعلى منك وله جناح وذيل يعيش بالأرض وينام على آرائك في السماء، وكأن البشر والشعب خدم لديه.
- إن استمرارية الشعور بالعجز لا تغير شيئاً، وستبقينا على هوان وعلى ضعف وعجز وقلة حيله، إن ديدن التغيير والاصلاح في الصدع والجهر بالحق والحقوق والمطالبة السلمية وليس بالصمت والخوف من السجون..
وإن الخوف من السجن في مطالبة كهذه، هي كالذي يخاف من الموت حينما يدافع عن شرفه.
دعونا نفكر قليلاً.. حينما يقرّ الملك لأحدكم مبلغاً وقدره 10 مليون ريال هبة من الملك ، فهل يحق له ؟ وبما تشعر ؟
هل هذا عدل ونزاهة وإحساس بالأمانة؟ أم ماذا ؟ بماذا بالله سنبرر مثل هذه المصيبة، ثم فكروا معي قليلاً... (كم تتوقعون حصلت؟)
- إنني أرغب في تنمية الحس والشعور بالمسؤولية والتفكير في حقوقنا المالية المنهوبة وفي حقوقنا السياسية المسلوبة وفي حقوقنا المدنية وأخص بالذكر الحقوق المالية المنهوبة والمعرضة للهدر، فكر دائماً في الأهم أولاً ثم فيما يعود عليك بالنفع عليك وعلى أمتك ووطنك وإخوانك من شعبك ومن حولك، لا تجعلوا الخوف حاجزاً عن تحقيق طموحات أمة بعث الله نبي الإسلام منها.
- ثم إن نظام المناصحة نظام ضعيف...وهش...ناهيك عن أن الدين قائم عليه... ولكن هناك معياراً آخر أقوى بكثير من حيث الفاعلية ... فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( أنتم أعلم بأمور دنياكم)... فالنظام الفعّال والأصلح هو المهم ... من أين لك هذا؟ ... (ولكن ليست كالذي حدثت في عهد جمال عبد الناصر )... وأين أنفقت هذه؟ ... مسألة دنيوية ناهيك عن مسألة ملك الملوك الذي قال عن نفسة ( إنني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً) فهل سينجح حكامنا في المسألة الآلهية إذ لم نسألهم نحن؟
- لو ذهبت الى جميع الأديان والأفكار والفلاسفة والمذاهب والعقائد فلن تجد سوى فكرة واحدة ألا وهي: أن الحاكم ليس وصياً عليك... وإنما هو خادم لك يقوم بالتنظيم وليس بالسيطرة عليك والتحكم فيك..
دعونا نخرج من جهلنا وتخلفنا ومديحنا للحكام ونفاقنا المستمر...تعالوا الى الوراء قليلاً .. إرجع بالزمن مئات السنين... أليس الصحابة قدوة لنا...لنتذكّر قصة الصديق أبي بكر رضي الله عنه كما ذكرت في سير أعلام النبلاء للذهبي: قالت عائشة : لما استخلف أبو بكر ألقى كل دينار ودرهم عنده في بيت المال، وقال: قد كنت أتجر فيه وألتمس به، فلما وليتهم شغلوني. وقال عطاء بن السائب: لما استخلف أبو بكر أصبح وعلى رقبته أثواب يتجر فيها، فلقيه عمر وأبو عبيدة فكلماه، فقال: فمن أين أطعم عيالي؟ قالا: انطلق حتى نفرض لك. قال: ففرضوا له كل يوم شطر شاة، وماكسوه في الرأس والبطن. وقال عمر: إلي القضاء، وقال أبو عبيدة: إلي الفيء. فقال عمر: لقد كان يأتي علي الشهر ما يختصم إلي فيه اثنان.
إليكم قصة عمر مع خالد بن الوليد حينما حاسبه عمر على المال الوفير عنده، وكان خالد ابن الوليد غنياً أصلاً لأن أباه كان من أغنياء مكة، وحيث أنه كان يأخذ من الغنائم حقه فتوفر له مالٌ كثيرٌ فشكَّ عمر في ذلك فأراد (الحاكم) أن يستكشف فقال له خالد: مافوق الـ 60 فلك... فلما بحث عمر وجدها 80 ألف دينار...فقال قولته الشهيرة: (إني أتاجر بمال المسلمين)، فجعلها في بيت مال المسلمين.
لا احتاج الى تعليق على القصتين ، فما اريد قوله واضح... واسألوا مفتي المملكة، لماذا ـ يا شيخنا الفاضل ـ دورك في المسرح ثانوياً ... بوجودك أو دونك يكمل؟!
وإليكم الارقام
نبدأ بالصناديق السيادية لدول الخليج (بالدولار)
 
السعودية: 385 مليار ............خسر الصندوق 46 ................12%
الكويت   : 262 مليار.............خسر الصندوق 94 ................. 36%
الامارات : 453 مليار............ خسر الصندوق 183 ..............46%
قطـــــــــر: 65 مليار ..............خسر الصندوق 27 ................. 41%
المجموع: 1283 ................. مجموع الخسائر 350 .............27%
لماذا هذه الارقام لا يكتشفه ولا يعرف عنها أحد ولا نجدها الا بمصادر أجنبية ... للعلم مصدر المعلومة setser and ziemba 2009
 
هل بدأت تشعر بأهمية المسألة؟
إليك ارقام أخرى
إنفاق الاستثمارات العقارية (بالدولار)
السعودية القيمة 400 مليار، الموقوف60 مليارالنسبة 10%
الكويت القيمة 260 مليار، 40 مليار، النسبة 34%
قطرالقيمة 180 مليار، الموقوف 12 مليار النسبة 7%
عمان القيمة 50 مليار، الموقوف 7 مليار، النسبة  14%
البحرين القيمة 40 مليار، الموقوف 6 مليار النسبة 15%
ما سبب توقفها؟ من المسؤول عن توقفها؟ لماذا لم تذكر الأسباب ولماذا لم تكن هناك شفافية في الامر؟
 

الانفاق العسكري


الانفاق العسكري (بالدولار الأميركي)
السعودية: 33 مليار 
الامارات: 2.6 مليار
الكويت: 3.6 مليار
عمان: 3.7 مليار
البحرين: 583 مليون
المصدر: معهد استوكهولم لبحوث السلام الدولية
 
لا اعرف لماذا 33 مليار دولار، هل أصبحت وزارة الدفاع توظّف من الشعب السعودي حتى يسدوا رمقهم، وتصبح العسكرية مأوى وظيفي، كل من ترك الدراسة راح عسكرية وانتهت طموحاته؟
أم هل حروبنا لا تتوقف وخط النار لا يحتمل الا زيادة الميزانية للوزارة، أمرنا غريب ومليء بالتناقضات!
نأتي الى قيمة الارادات من الطفرة الثالثة التي قال عنها معهد كارنيجي في 2009 :
- دول الخليج قوّت الطفرة النفطية الثالثة لإصلاحات هيكلية في نظمها الاقتصادية
- مازالت هناك تحديات البطالة تصل في بعض دول الخليج الى 27% الى 30% ( هل هذا الرقم يزداد أم ينقص) أجيبوا داعي الله!
- يقول هنري كسنجر في 2008م : النفط سلعة استراتيجية أخطر من أن تترك بيد العرب 
ويقول برنالد لويس: الثروة النفطية التي بيد العرب تمثل اختلالاً حضارياً (وكأنه يدعو الى إصلاح هذا الخلل، أليس كذلك؟)!
نأتي الى هذه الطفرة التي اغاضت الغرب ومفكرية، ولم تحرك فينا ساكناً، ساكتين ولا نعرف شيئاً سوى أن نتمنى الحال كم هو ونقول (الله لا يغير علينا) ولا نعلم أن التغيير سنّة كونية تحتاج منا همة مطالبة ومسائلة وإحساساً بالمستقبل وليس التطبيل لكل ناعق ومادح، وأن ما قامت به الدولة من مبادرة بإيقاف التنقيب عن آبار النفط، فأقول ان الايقاف إستراتيجية خاطئة لان الطاقة البديلة على الابواب..
 
الدولة            2005م                     2006م                      2007م
السعودية         161.8 مليار              188.5مليار                  206.4مليار
الكويت             44.1 مليار               55.8 مليار                   60.1مليار
الامارات           55.1مليار                 70.1 مليار                   84.4 مليار
قطر                22.9مليار                  31.2مليار                   40.7مليار
البحرين           7.8مليار                   9 مليار                         10.8 مليار
المصدر: مؤسسة التمويل الدولي IIF
نأتي الى ما دخل الميزانية في تاريخ 2007م اي قبل ثلاث سنوات من كتابة المقال، فما بالكم السنوات التي تلتها...هل بقيت نفس الفلسفة في الهدر واللامبالاة منا وأن نترك الأمور ثم يأتي الزمن الذي نندم عليه بسكوتنا وبرضانا على من يلعب بمقدراتنا
 
- قيمة صادرات النفط في السعودية 206.4 مليار دولار ......... ولكن الذي دخل الميزانية 144.9 مليار .... فأين ما قيمته 61.5 مليار دولا اي ما قيمته بالريال السعودي تقريبا 230.2 مليار ريال سعودي
- الامارات قيمة صادرات النفط في عام 2007م مايقدر 84.4 مليار دولار ... ولكن الذي دخل الميزانية سوى 69.8 مليار دولار ... على الشعب الاماراتي أن يسأل أيضاً؟
- قطر قيمة النفط في نفس العام ما يقدر 40.7 مليار دولار ولكن ما دخل الميزانية يقدر بـ 20.2 مليار! هل أهل قطر يرضون بذلك؟ّ
- الكويت 65.2 مليار دولار، ولكن ما دخل الميزانية ما قيمتة 60.1 مليار دولار ، وتعتبر أقل دولة (نهبت) من مقدرات الايرادات للميزانية.
- إن طرحي للأرقم إنما هي توثيق للحقيقة وبيان لسبب ما يطرحه المصلحون والمطالبون بالاصلاح السياسي ودخول خط الشعب ورأي الشعب وحرية رأيهم وأحقيتهم بالمسألة لانه لا يمكن لي ولا لك أن نسكت على شيء، لا انت ولا أنا ولا حتى الحاكم يملكه... بل هو لنا جميعاً.
- ولقد ذكرت من الارقام ما يخص دول الجوار من دول الخليج حتى نبيّن أننا نسيج واحدٌ، وان مجلس التعاون يجب ان يكون تعاوناً فعلاً، فطرحت هذه الأرقام من باب التعاون مع الاخوان الخليجين، فمن قناعاتي أن نفكر بالبعد الخليجي وليس على نطاق دولتي ووطني فحسب.
وأقول أخيرا حتى تتفهموا الموقف لمن عجز عليه الفهم لو قلت لك ان قيمة احتياطات الخليج من النفط والغاز 29.3 ترليون (والترليون هو مليون مليون اي ألف مليار) المصدر IIF
فلو قلت لك انها ستنتهي هذا الاحتياطات ونصرفها ونعود الى الابل والقراب والبيوت المسعفه والجواري الحسان ونعود الى الغنائم فهل ستصدقني؟! ... هل يستحق علي الشملان أن يقمع في السجن حاله حال الدكتور محمد العبد الكريم لانهم تعدوا خطوط حمراء ، أم كل من كتب غيرة على وطنه وخوفا عليه يصبح السجن مصيره؟ سبحان الله كيف تؤول الامور ورجال الدين ساكتون أصابهم مرض الجبن، الله لا يصيبنا!
الحل : ملكية دستورية تكفل المسألة ودخول خط شعبي في اتخاذ القرار والمسألة والقوامة تكون للأمة وليس لفئة لا تشكل سوى1%
 
 
 

copy_r