gulfissueslogo
مؤتمر الاثار - لندن
مؤتمر هدم الآثار الاسلامية
المشاركون يطلقون تحذيراً: هدم آثار المدينة المنورة الهدف القادم
مركز قضايا الخليج للدراسات الاستراتيجية

22-01-2011

برعاية مركز (قضايا الخليج للدراسات الاستراتيجية) أقامت (اللجنىة الدولية لحماية الآثار في الحجاز) يوم أمس الجمعة 21 كانون الثاني (يناير) في صالة المحاضرات الكبرى في مبنى بروناي بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، مؤتمراً بعنوان (Vandalization of the Holy Places) (تدمير الأماكن المقدّسة) شارك فيه عدد من الباحثين المختصّين في علوم الآثار الاسلامية والإنسانية، وهم اللورد ويليام هانكي، رئيس منظمة (ICOMOS)، وهي منظمة غير حكومية تعنى بالتراث الإنساني، والدكتور عرفان علوي، رئيس منظمة التراث الاسلامي، والدكتور يعقوب زكي، الباحث في الشؤون الاسلامية والتراثية، والدكتور هاني الصايغ، الفنان التشكيلي، ورئيس المتحف الإسلامي، بحضور لفيف من المثقفين والمختصين في شؤون التراث والآثار  والاعلاميين، حيث غطّى عدد من القنوات الفضائية من بينها (بي بي سي العربي)، و(العالم) و(الفيحاء)، و(المسار) و(برس تي في)، و(الفرات)، و(أهل البيت)، وأجريت مقابلات مع المشاركين وعدد من الضيوف المعروفين باهتمامهم بموضوع الآثار الاسلامية في الحجاز. كما قدّمت أوراق وأقراص مدمجة خاصة بهذه المناسبة تتناول جوانب من جريمة هدم الآثار الاسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.  
وقد خلص المشاركون في المؤتمر الى أن ما جرى خلال العقود الثلاثة الأخيرة في مكة المكرمة والمدينة المنوّرة يعدّ جريمة ضد الإسلام والإنسانية بصورة عامة، إذ لا يمكن توصيف عملية المحوّ المنظم والشامل للآثار الاسلامية من بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزوجاته، أمهات المؤمنين (رضوان الله عليهن) وأهل بيته (عليهم السلام) وأصحابه الكرام (رضي الله عنهم) والمساجد الإسلامية العريقة، والمواقع التاريخية التي ارتبطت بالوحي وبرسالة الإسلام وبتاريخ المسلمين، وكذلك الآثار التي تركها المتعاقبون على حكم  الحجاز وآخرهم العثمانيون، إلا بأنها جريمة مع سبق الإصرار.
وقد استعرض اللورد دونالد هانكي، رئيس منظمة آيكوموس غير الحكومية والمهتمة بالتراث الإنساني عموماً، أهمية التراث في حياة المجتمعات ومكانتها في ثقافة الشعوب، وضرورة المحافظة عليها كجزء من المسؤولية الجماعية لحفظ الماضي وإيصاله بالحاضر والمستقبل، وشدّد على تحميل الحكومة السعودية مسؤولية ما جرى في مكة المكرمة من إزالة الآثار الدينية والتاريخية فيها.
ثم تحدّث الدكتور هاني الصايغ، فنّان تشكيلي من المتحف الإسلامي في لندن عن تجربته الشخصية في الحجاز، حيث لحظ ما كانت الحكومة السعودية تعد له من مشروع محو منظّم لكل الآثار الاسلامية.
أما كلمة الدكتور عرفان علوي، رئيس مؤسسة التراث الاسلامي، فقد استعرضت بشكل لافت وبالصور البصرية مراحل هدم الآثار الاسلامية بما في ذلك الكعبة المشرّفة التي هدمت في العام 1996، وتم رمي أحجارها في البحر الأحمر، وتمّ استبدالها بأحجار بلاستيكية. كما استعرض صور الهدم التي كانت تقوم بها الجرافات السعودية في مكة المكرمة، حيث لا يكاد يبقى من الآثار التاريخية المعروفة إلا القليل النادر. ومن المفارقات الصادمة التي أثارها الدكتور علوي أن بيت السيدة خديجة أم المؤمنين (رضى الله عنها) وهو البيت الذي ولدت فيها فاطمة الزهراء عليها السلام وفيه محرابي المصطفى عليه الصلاة والسلام والسيدة خديجة رضي الله عنها قد تحوّل الى موقع لحمامات عامة، بينما بيت أبي لهب تحوّل الى فندق هيلتون. ويعلّق الدكتور علوي: إن ذلك يعكس تقديراً من نوع خاص لدى آل سعود والوهابيين.
وحذّر الدكتور علوي من أن عمليات المحو المستمرة والتي طالت كل شيء في مكة المكرمة، فلم تعد هذه المدينة المقدّسة تحتفظ بتلك الروحانية التي كانت عليها في العقود الماضية، قبل أن تبدأ جرفات ومعاول الهدم الوهابية السعودية باقتراف جريمة المحو بذريعة البدع والشرك، وحذّر العلوي من أن حال المدينة المنورة لن يكون أحسن من مكة المكرمة، وعرض صورة مستقبل المدينة المنورة بما يشبه مدينة دبي بعمارات شاهقة أو مدينة مانهاتن الأميركية ما لم يسارع المسلمون بالضغط على الحكومة السعودية لوقف مشاريع الهدم واحترام مشاعر المسلمين وحقوقهم الدينية والتاريخية في هذه الديار المقدّسة. كما لفت الدكتور علوي الى أن نية كانت مبيّتة وأصبحت علنية على هدم القبّة الخضراء في المسجد النبوي وإخراج قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام من مسجده، وقد بدأ آل سعود الخطوات التمهيدية لذلك بعزل القبر بالزجاج..
وفي الأخير تحدّث الدكتور يعقوب زكي، مسلم اسكتلندي وباحث في الشؤون الإسلامية، عن الذرائع الدينية لهدم الآثار الاسلامية، حيث نفى أن تكون ما قامت به الوهابية له ما يؤيّده في المذاهب الاسلامية الأخرى أو في تاريخ المسلمين عموماً، إذ كانت بلاد المسلمين غنية بتراثها الأثري كما يظهر في كل بلاد المسلمين عموماً، ولم نسمع في يوم ما أن تمّ هدم مسجد أو موقع أثري أو تاريخي بحجة البدع، حتى في بلاد الشام التي هي موطن الشيخ ابن تيمية الرمز المقدّس لدى الوهابيين.
 
 

copy_r