gulfissueslogo
معتقل
السعودية: السلطات ترفض تسليم جثة الدُّعيس لأسرته إثر وفاته تحت التعذيب

تعد هذه ثالث حالة وفاة تحت التعذيب يكشف عنها النقاب لضحايا يمنيين تعتقلهم السلطات السعودية، فقد سبق أن راسلت الكرامة الآليات الأممية بشأن كلٍ من السيدين: خالد أحمد حاتم، وسالم عبود باحنيف؛ الأول، أُلقي عليه القبض اعتقل في سجن ذهبان منذ أواخر نيسان/ ابريل 2008، ولفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة تعرضه للتعذيب في 31 آب / أغسطس 2008، أما الثاني، فقد توفي يوم 29 سبتمبر 2009 نتيجة ظروف اعتقال سيئة للغاية وإهمال طبي متعمد، أدى في نهاية المطاف إلى إصابته بالتهاب رئوي حاد ومن ثم وفاته.
  
وجهت الكرامة، اليوم 22 ديسمبر/ كانون ثاني 2010، نداءين عاجلين لكلٍ من المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج إطار القضاء والمقرر الخاص المعني بالتعذيب، تلتمس منهما التدخل لدى السلطات السعودية للكشف عن ملابسات وفاة المعتقل اليمني سلطان محمد عبده الدُّعيس، الذي يعتقد أنه توفي تحت التعذيب في سجن القصيم جنوب المملكة العربية السعودية، مطلع الشهر الجاري، ولم يسمح لأسرته باستلام جثته حتى هذه اللحظة.
 
 
وقال المدير القانوني للكرامة السيد رشيد مصلي، "إن المنظمة حصلت على معلومات مؤكدة تشير إلى تعرض السيد الدعيس لتعذيبٍ شديدٍ في سجن القصيم أدى إلى وفاته، بينما تحاول السلطات السعودية مساومة العائلة، للحصول على موافقتها في دفن جثمان الضحية بالأراضي المقدسة في مكة المكرمة أو المدينة المنورة".
 
وأضاف: "في يوم 1 ديسمبر/ كانون ثاني، سُمح لأحد أفراد أسرة الدعيس بإلقاء نظرة سريعة على جثمان الضحية، بعدما أُبلغ رسمياً أن الوفاة كانت بسبب التهاب رئوي، ولكنه حين شاهدها لاحظ أن الضحية قد عُذّب بقسوة، وأن آثار التعذيب كانت واضحة على أجزاء من جسده".
 
والسيد سلطان محمد عبده الدعيس (32 عاماً)، متزوج، ولديه ثلاثة أطفال، ويعمل تاجراً في العاصمة السعودية الرياض.
 
وطبقاً لشهادات الأسرة، فقد أُلقي عليه القبض بتأريخ 27 أكتوبر 2006 في حي النسيم بالرياض على أيدي عناصر تابعة لجهاز المباحث العامة (المخابرات)، من دون مذكرة توقيف صادرة بحقه عن جهة عمومية، وظل رهن الاحتجاز التعسفي طيلة هذه المدة، لم يمثل خلالها أمام قاضٍ، وتعرض لأشكال مختلفة من التعذيب وسوء المعاملة.
 
وخلال هذه السنوات، نُقل الضحية عدة مرات إلى أماكن احتجاز مختلفة، حيث احتجز بادئ الأمر في سجن عليشة، ثم نُقل إلى سجن الحائر، ومنه إلى سجن القصيم، حيث يقبع العشرات، إن لم يكن المئات، من اليمنيين لسنوات من دون أي إجراءات قانونية.
 
وأوضحت الكرامة في النداء الذي وجهته إلى آليات الأمم المتحدة "إن عائلة السيد الدعيس مقتنعة بأن وفاته كانت نتيجة مباشرة لممارسة التعذيب والمعاملة غير الانسانية التي تعرض لها"، ويعزز هذا الاقتناع أكثر أن السلطات السعودية لا ترفض فقط للقيام بتشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة، ولكن أيضا استعادة الضحية إلى موطنه اليمن.
 
وتعد هذه ثالث حالة وفاة تحت التعذيب يكشف عنها النقاب لضحايا يمنيين تعتقلهم السلطات السعودية، فقد سبق أن راسلت الكرامة الآليات الأممية بشأن كلٍ من السيدين: خالد أحمد حاتم، وسالم عبود باحنيف؛ الأول، أُلقي عليه القبض اعتقل في سجن ذهبان منذ أواخر نيسان/ ابريل 2008، ولفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة تعرضه للتعذيب في 31 آب / أغسطس 2008، أما الثاني، فقد توفي يوم 29 سبتمبر 2009 نتيجة ظروف اعتقال سيئة للغاية وإهمال طبي متعمد، أدى في نهاية المطاف إلى إصابته بالتهاب رئوي حاد ومن ثم وفاته.
 
وتأتي وفاة السيد سلطان الدعيس هذه المرة، للتذكير بمعاناة المئات من المعتقلين تعسفياً في السجون السعودية، والظروف غير الإنسانية السائدة في هذه السجون.
 
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعد طرفاً في اتفاقيه مناهضه التعذيب منذ 23 أيلول / سبتمبر 1997)، كما أنها عضو في مجلس حقوق الإنسان (أيار / مايو 2007).
 

copy_r