المحافظون الجدد في الصحافة السعودية، او ما يسمون بـ(خط بندر بن سلطان)..
ناقمون على مآل الآزمة التي وصلت لها البحرين. رغم حجم الدمار والقتل والتدمير
لازالوا يعتقدون أن الأمور تفلت من أيدي أسيادهم. بعد كل هذا التجريف الذي لا
يضاهيه حتى الصلف الإسرائيلي، يبدو أن رجلهم العبقري (خليفة بن سلمان) يترنح،
والأكيد أنه سيسقط.
تم اقحام قوات درع الجزيرة التي لم تدخل في تاريخها معركة ولم تجرب سلاحها
(البراق) و(اللماع) ولم (تغبّر) احذيتها او (تزكم) أنوف قادتها برائحة البارود
منذ توظيفهم في أي مواجهة كانت مشرفة أو غير مشرفة، ها هي تسحق عظام الأبرياء
العزل المعدمين في البحرين دون أن يرقّ له جفن. أكثر من دمار الأبنية
والشوارع دمار النفوس، ونفوس أهل البحرين ستبرء سريعاً من الحقد، لكن سيحتاج
رجال درع الجزيرة الأشاوس ومعهم حثالات النظام البحريني المجنسين لأعوام طويلة
من العلاج لاستعادة انسانيتهم. لأن القتل وخاصة على الهوية الدينية والمذهبية
يفتك بالقاتل أكثر مما يفتك بالضحية.
زعماء البحرين الأشاوس راحوا بعد ان شربوا حليب السباع يوزعون الاتهامات ضد
شعبهم يمنة ويسرة بالعمالة والخيانة والارتهان لمخططات اجنبية، على غرار ما
فعله مبارك وبن علي وبن صالح وبن قذاف الدم، وفجأة إكتشف البحرينيون المساكين
أنهم جزء من مخطط دولي يبدأ من إيران ولا ينتهي في لبنان والعراق وتركيا
وهونولولو.
ما دام الأمر كذلك، تفضلوا وأحصدوا ما زرعتموه، إفتحوا أبوابكم لكل هذه الدول
التي قلتم أن شعبكم جزء منها لكي تتدخل، تفضلوا في عالم تدويل القضايا المحلية،
عليكم أن تجيبوا على أسئلة المجتمع الدولي الذي يغض حالياً الطرف عنكم لتمرير
طبخة في الجوار توشك أن تنضج وسيعود إليكم.
اليوم الشيخ خليفة بن سلمان ومجموعة بندر تضغط على الكويت لسحب وساطتها.. حسناً
غداً يأتيكم طيب رجب اردوغان الذي ميّز نفسه وبلده عن مصائركم، وبعده سياتكم
رئيس الوزراء البريطاني وبعده نائب الرئيس الامريكي، ولا تعجبوا إن إقتحم
عالمكم مبعوثاً من محمود احمدي نجاد يضع بين اناملكم المخملية دعوة لحوار متعدد
الاطراف في اصفهان او طهران.
كلهم مؤهلون للعب دور الوساطة التي تقوم على مبادرة ولي العهد، يعني: عزل خليفة
بن سلمان.. وإن كانت تصاغ بعبارات منمقة. وتأسيس قاعدة لملكية دستورية،
وانتخابات على اساس الدائرة الواحدة، والتوافق بشأن رئيس وزراء منتخب.. كلهم
مؤهلون إلا الشقيقة الكبيرة التي زحفت جحافلها بعقلية (الإخوان) قبل قيام
الدولة الذين ينهبون الصحراء لتطهير عقائد الناس. هل رأيتم قوات درع الجزيرة
تشتغل بتمزيق الشعارات الحسينية في الأحياء الشيعية، هذه مهمة تحتاج إلى بسالة
يا رجال.
رجال بندر يدفعون الأزمة لنهايتها، ولكنهم لا يعون أن الأمور إذا وصلت إلى
نهايتها تنفرج. هذه سنة الله في الكون: (ضاقت فلما استحكمت حلقاتها إنفرجت
وكنتُ أظنها لا تفرجُ). غامروا برفع شعارات طائفية في مظاهرات درعا ولكنهم
تسببوا في تلطيخ تلك المطالب، واستكانوا للوراء قبل أن يستدير نحوهم الأسد.
في البحرين يمارسون (التطهير): من تطهير الدوار إلى تطهير السليمانية إلى تطهير
البرلمان والوزارات، والتطهير سبقهم اليه النازيون واصحاب (الأبارتيد) في جنوب
افريقيا والاسرائيليون في فلسطين والصرب في البوسنة.. ولم ينجح في أي مكان ..
وكان وبالاً على اصحابه.
وفي الصحافة السعودية دعوات للفتنة ونفخ في نار الحرب: يا خيل الله اركبي
وبالجنة أبشري. ولكن لا أحد من هؤلاء العباقرة المكروهين يقول لنا: وماذا
بعد..! هل لديكم مشروع أكثر حضارة ورقي وتطور مما يعرض عليكم، هل تعتبرون طباعة
مليون ونصف من فتوى تحريم التظاهر والاعلان على العالم في صحفكم الفاشلة ان
المرأة السعودية لم تصل بعد لمستوى أي إمراة في العالم لتصبح مشاركة في
انتخابات بلدية نصف المنتخبة والتي لا تملك أي صلاحيات.
بعد سقوط حلفائكم الواحد تلو الآخر من طغاة السياسة وطغاة المال والاعلام في
مصر وتونس واليمن وليبيا والحبل على الجرار، هل لايزال لديكم أمل في أن مشروعكم
الخائب والتافه والذي أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه: طائفي وعنصري وفئوي ومتخلف،
بأن هذا المشروع لديه أي مقومات النجاح.؟!!
عسكرياً لم تفلحوا في التصدي لفئات مسحوقة تسمونها الحوثيون رغم تسلحكم
بالفتاوى والتحريض والطائرات والصواريخ، واخلاقياً أهنتم كرامة الجندي السعودي
حين دفعتموه دفعاً لقتل الأبرياء (الجيران) من النساء والاطفال وترويعهم. فماذا
بقي لديكم لتفعلوه..؟