gulfissueslogo
ناصر العبدلي
التغيير يطرق أبواب الأنظمة الخليجية فهل تفتح الباب؟
ناصر العبدلي
01-03-2011

منذ تنحي الرئيسين التونسي والمصري زين العابدين بن علي وحسني مبارك عن السلطة وإلتحاق الرئيسين الليبي معمر القذافي واليمني علي عبدالله صالح بركبهما وهناك أسئلة تتزاحم في مخيلة الدوائر القريبة من الأنظمة الحاكمة في دول الخليج العربية عما إذا كان ما يجري 'مؤامرة' غربية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لتجديد الأنظمة العربية، وإذا كانت كذلك هل ستتوقف عند الأنظمة الجمهورية أم ستطال أنظمتهم كأسر في دول الخليج، وما إذا كانت تلك تغييرات شاملة أم أنها ستنحصر في إصلاح محدود؟
وحتى وقت قريب لم تتمكن الأنظمة الخليجية من الحصول على أجوبة لإستفساراتها تلك لكنها تمكنت خلال اليومين الماضيين على ما يبدو كما قال لي أحد مستشاري رئيس مجلس الوزراء الكويتي ناصر المحمد ألتقيته في جلسة حوارية أن هناك قناعة لدى النظام الكويتي وبعض من دول الخليج أن من يقف خلف ' مؤامرة ' خلع الأنظمة العربية هي الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وربما تمتد إجراءاتها إلى بقية الدول العربية ومن بينها دول الخليج لكنها أي الولايات المتحدة الأمريكية لن تتمكن من التأثير في طبيعة العلاقة التي تربط أنظمة الخليج بشعوبها فالأمر مختلف، فهناك جمهوريات وأنظمة إستبدادية لا تشبه أبدا أنظمة الأسر الحاكمة .
الحيرة مازالت قائمة في أوساط الأنظمة الخليجية رغم كل إدعاءات إختلاف الأوضاع ورغم محاولات التخفيف من تأثير ما يجري في الدول العربية بإعتباره أمرا دبر بليل نسجت خيوطه في دوائر الإستخبارات الأمريكية ولا يعبر عن تغيير حقيقي في تلك البلدان التي ثارت على أنظمتها، فهناك من يطرح خيار التغييرات الشكلية لتبديد تلك الحيرة أي تغيير ستة أو سبعة وزراء في الحكومات، وهناك من مازال يرتهن لمعادلة الحكم القديمة الجديدة ' السيف والمنسف ' ويدعو إلى رشوة الشعوب بإمتيازات مالية جديدة أو إسقاط بعض الديون الحكومية، وبعض ثالث يقول لن تطالنا تلك التحركات الشعبية وليبقى الأمر كما هو وما علينا سوى إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بعقود مليارية سواء لشراء أسلحة أو غيرها من المشاريع .
يقول مستشار رئيس الوزراء الكويتي ناصر المحمد ' في كل الأحوال الكويت إستثناء مما يجري لأنها بلد ديمقراطي وفيه دستور وكل الخطوط واضحة لا لبس فيها هناك مشاكل في البحرين وأخرى في المملكة العربية السعودية وربما في عمان لكننا في الكويت بعيدون كل البعد عن ما يجري ' لكن ذلك الطرح لم يعجب أحدا الحضور في الجلسة الحوارية، وباغته بالقول أن الرئيس المصري والليبي وغيرهما قالوا بمثل ماقلت به ولم ترحمهم الشعوب .
أحد الحضور أجرى مقارنة بين ما يجري في الكويت مع ما يجري في دول مثل مصر وتونس وغيرهما من خلال عددا من المؤشرات أبرزها إن لم تخني الذاكرة:
أولا : في تونس ومصر واليمن برلمانات وصحف وقنوات فضائية لديها هامش من الحرية كما في الكويت لكن أعضاء برلمانات تلك الدول وصلوا إلى مقاعد البرلمان من خلال التزوير وشراء الذمم بالمال السياسي وأغلب صحفهم وقنواتهم أبواق تثير النعرات الطائفية والمناطقية والعرقية وهو ما يجري في الكويت .
ثانيا: في ليبيا وتونس ومصر مرتزقة بعضهم يطلق النار على المواطنين كما في ليبيا وآخرون يعتدون بالخيول والجمال كما حدث في ساحة التحرير في مصر وهناك 'قناصة' و 'بلطجة' تمارس على شعوب تلك الدول وبينها تونس وكذلك الكويت ليست إستثناء أيضا فقد أستأجرت مرتزقة لشتم الشعب الكويتي من خلال القنوات الفضائية ووصفوا بأنهم ' مزدوجون '.
البحرين والمملكة العربية السعودية تعانيان من أجواء مشابهة فهناك إضطهاد لبعض الطوائف والفئات الإجتماعية فيهما وهناك إصرار على التفرد بالقرار حتى المصيرية منها، وإقصاء بقية مكونات المجتمع من المساهمة في أية مبادرات يمكن أن تؤدي إلى تطوير جميع مناحي الحياة في المجتمعين البحريني والسعودي، وهناك أيضا إصرار على عزل المرأة في المجتمع السعودي والحيلولة دون القيام بدورها التاريخي تجاه مجتمعها مما شكل عبئا اضافيا وهناك أيضا قضايا المال العام والمال الخاص وتنظيم الحياة السياسية والإعلام وغيرها من قضايا الحريات التي تهم المجتمعات الخليجية .
شباب الكويت حددوا يوم الثامن من شهر اذار/ مارس المقبل يوما للكرامة الشعبية وشباب المملكة العربية السعودية حددوا الحادي عشر من الشهر نفسه موعدا لتحرك سلمي وشباب البحرين سبقوا الجميع فهل تنصت الأنظمة الحاكمة في تلك الدول لمطالب شبابها أم تغلق أبوابها أمام الإصلاحات؟ .. هذا ما سنراه قريبا.
 
 

copy_r