gulfissueslogo
لقاء منتدى الحوار الإماراتي مع د.كريستوفر دايفيدسون

 س1) لماذا برأيك يخاف أفراد الأسر الحاكمة في الامارات من الانتقاد؟ هل يظن أفراد الأسر الحاكمة مثلاً أنه في يوم من الأيام سيسحب بساط الحكم من تحت أرجلهم إذا ماسمحوا بحرية التعبير وممارسة الديمقراطية على أصولها في الامارات؟
 
 
تخاف العوائل الحاكمة في الإمارات من النقد والإصلاح السياسي الحقيقي لكي يحافظوا على تحكمهم بثروة البلاد، فمعظم مداخيل النفط والغاز تذهب مباشرة إلى حسابات بنوك أجنبية قبل أن توزع على القطاعات الحكومية المختلفة، وغالباً يتم ذلك بشكل دوري. ليس هناك شفافية حول هذا الموضوع، ولكن واضح أن جزء من الثروة يذهب مباشرة إلى العوائل الحاكمة. وإلا كيف لعضو في عائلة حاكمة أن يشتري بشكل مستقل نوادي كرة قدم وبنوك بريطانية..؟ من أين تأتي هذه
الثروة "الشخصية"..؟!
 
 
س2) كشخص لديه فكرة نوعية عن الحكومة الاتحادية للدولة وعن الحكومات المحلية لكل إمارة, هل تظن أنه بالإمكان في يوم من الأيام أن يتم إلغاء تلك الحكومات المحلية لكل إمارةوتصبح إدارة الدولة مركزية بحكومة (متحدة) في العاصمة أبوظبي بقيادة أسرة آل نهيان؟وما السبيل إلى إسراع ذلك؟
 
 
بالنظر إلى تاريخ الإمارات الفريد، من المحتمل أن تبقى الحكومات المحلية لكل إمارة سارية تحت مظلة الحكومة الإتحادية، على الأقل اسمياً، لكن في المستقبل القريب هذه الحكومات المحلية والعوائل الحاكمة ستكون مجرد رموز، بينما معظم القوة السياسية والاقتصادية ستترك لعائلة آل نهيان في أبوظبي. وبانهيار اقتصاد دبي عملية التمركز هذه ستتم بشكل أسرع.
 
 
س3) ما هو مصدر الأزمة المالية في منطقة الخليج؟
 
 
هناك أزمتان ماليتان مختلفتان في الخليجِ.
الأزمةَ التي تُؤثّرُ على الكويت، العربية السعودية، الخ، سببها انخفاض أسعار النفطِ / الغاز، وهذا يَعْكسُ جُهودَ حكوماتِهم الضعيفةِ، حتى الآن، لتَنويع إقتصادياتِهم بشكل صحيح.
والأزمةَ في دبي وهي أكثرُ جديّة لأنها نتيجةُ لبناء إقتصادَ على دينِ المدى القريبِ (على خلاف دينِ المدى البعيدَ الذي عزّزَ بأكثر اقتصاديات العالم الأول). بسبب قلةِ الإئتمانِ على الأسواق الدوليةِ في الوقت الحاضر، دبي لا تَستطيعُ إعادة تمويل هذه الديونِ. علاوة على ذلك، دبي حاولتْ بِناء إقتصادَ متّكلُ جداً على الأستثمار الأجنبي المباشرِ والثقةِ الدوليةِ القويةِ (قطاعات مثل العقاراتِ، مناطق حرّة، الخ. ). لذا حينما يصبح هناك كساد دولي، دبي سَتَنهارُ. هو إقتصادُ لا يَستطيعُ التَعافي، لأن المستثمرين الدوليينَ فَقدوا الثقةً في حكومةِ دبي بسبب السريةِ والمعلوماتِ الخاطئةِ التي زوّدوا بها خلال السَنَة الماضية، بضمن ذلك البياناتِ الخاطئةِ التي أعطيت إلى المستثمرين وأجهزةِ الإعلام مِن قِبل الحاكمِ ووليِ العهد مؤخّراً في نوفمبر/تشرين الثّاني.
 
 
س4) ما هى نظرتك البعيده لدولة الامارات بشكل عام وبشكل خاص لدبى بعد عشرين سنه ؟
 
 
في ال20 سنة القادمة مدينة دبي ستكون الميناء الرئيسي لدولة الإمارات، فما زالت تملك أفضل بنية تحتية تتعلق بالموانئ في الشرق الأوسط، على كل حال من المرجح أن تكون هناك منافسة من الموانئ الإقليمية الأخرى، لاسيما جوادار في باكستان (التي يجري بناؤها من قبل الصين) واذا حصلت إيران على الاستقرار، جزيرة كيش أيضاً. سياسياً، استقلالية دبي داخل الإمارات العربية المتحدة ستنتهي، بسيطرة أبوظبي والسلطات الإتحادية على شتى مناحي الحياة السياسية والإقتصادية في دبي. على وجه الخصوص دبي لن تعود قادرة على مواصلة القيام بدور شبه مستقل على صعيد السياسة الخارجية كما كانت تفعل منذ 1833. هذا لأن تعميق أبوظبي لعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية يتطلب من أبوظبي أن تحصل على سيطرة أفضل على علاقات الإمارات بإيران، بعبارة أخرى أن تحصل على سيطرة أفضل على علاقة دبي الإقتصادية القوية مع إيران. الحياة في دبي لن تكون هادئة كما كانت في الماضي، ومزيد من الضوابط على الملكية الأجنبية والسلوك الأجنبي (الكحول ، البيكينيات ، والقمار ، وما إلى ذلك) سيتم وضعها.
 
 
س5) ما هو الدافع الذي جعلك تتكبد كل هذا العناء في تتبع كل هذه النقاط التي تتشدق بها عن دولة الأمارات العربية المتحدة متجاهلاً أمور مملكتك التي هي أولى بأهتمامك ومتابعتك..؟! لا بد ان هذا الدافع قوي جدا كـ محبتك للشعب الإماراتي مثلا.
 
 
عملي الأكاديمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، كان بادرة حبي للمواطنين العاديين في البلاد. قضيت العديد من سنوات شبابي في أبوظبي، دبي والشارقة. رسالة الدكتواره خاصتي، كانت عن تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة (نشرت في عام 2005 بعنوان، دولة الامارات العربية المتحدة : دراسة في البقاء)، ودرّست في جامعة زايد، درّست بشكل حصري طلاباً إماراتيين.
عندما كنت أعيش في دبي، أدركت أن الإقتصاد الذي كان يجري بناءه كان فاسداً حتى النخاع، ومن المحتمل أن يحرج ويذل جميع سكان الإمارات إذا ما سمح له بالإستمرار، أيضاً الاقتصاد جرى تطويره لمصلحة الأجانب والأموال الأجنبية، ليس للمنفعة الحقيقية للكادحين من أبناء الإمارات، حتى لو لم تكن هناك حالة من الركود في دبي، سيكون هناك مستقبل حيث الأجانب الأغنياء يقومون بتأجير الأراضي والممتلكات للإماراتيين... الأراضي التي ينبغي بالطبع أن تكون مملوكة من قبل الإماراتيين..!!
 
 
س6) ما هو دور بريطانيا _ وقصر بنجهام _ في توصيل الاسره الحاكمه لهذهالمرحله الحرجه بينهم وبين شعبهم وكما تعلم وكلنا نعلم ان بريطانيا العضمى _والمطبخ السياسي لقصر بنجهام _ هي من رسخة عواميد الحكم في الامارات للاسره الحاكمه ,,, فهل قصر بنجهام كان وما زال الراعي الرسمي(( الخفي )) لكل مايجري وما سيجري في المستقبل ؟؟؟
 
 
بريطانيا صنعت المشيخات التي لازالت قائمة في الإمارات العربية المتحدة. فقد وقعت بريطانيا معاهدات السلام مع أية عوائل صادف أن كانت بارزة في تلك الفترة (s1830)، وليس من قبيل المصادفة أن نفس العوائل هي التي استمرت في السلطة حتى رحيل بريطانيا عن الخليج في عام 1971م. من 1938 إلى 1963م دعمت بريطانيا مراراً وتكراراً العوائل الحاكمة سياسياً وعسكرياً، كلما واجهت العوائل الحاكمة تهديدات من نخبهم التجارية، ولاحقاً من القوميين العرب. ولكن منذ عام 1971 لم يعد لبريطانيا أي دور ظاهر أو خفي في دعم العوائل الحاكمة. وبالنسبة للعائلة الملكية في بريطانيا فهي ليست عائلة "حاكمة"، ولذا ليس لها أي دور في السياسة الخارجية البريطانية.
 
 
س7) ماهو رأيك بالتركيبة السكانية للأمارات، وما هو الحل في تصوركم؟
 
 
التركيبة السكانية للإمارات غير طبيعية وغير مستدامه، عند حدوث أي هبوط اقتصادي الأجانب سيرحلون، والاقتصاد والمجتمع سيبقيان مع ثغراتهما. علاوة على ذلك، عندما يكون 90% من مجموع السكان أجانب، فإن ذلك يعني بأن العوائل الحاكمة تستطيع الإحتفاظ بالسلطة للأبد، بدون الحاجة للإصلاح السياسي، طالما أن الأجانب يهتمون فقط بجمع الأموال المعفية من الضرائب. الأجانب ليس لديهم اهتمام بالنقاش السياسي طالما أن البلد ليست بلدهم التي سيعيشون حياتهم كلها فيها، فقط الإماراتين الذين قد يكون لديهم طموح سياسي، وهكذا فإن بقاءهم بنسبة 5 أو 10% فقط من مجموع السكان، سيجعل الضغط نحو الإصلاح السياسي يبقى ضعيفاً.
الحل هو في توطين قطاع الإعلام والتعليم كأولوية، حيث ليست هناك حاجة لوجود صحفيين وأكاديميين أجانب، مثل هؤلاء الأجانب لن يناقشوا قضايا حساسة أو يقومون بنقد ذو مغزى حقيقي لأنها ليست وطنهم الأم. وهذا يفسر لماذا جميع الجامعات والصحف الجديدة التي تعمل في الإمارات ليس لديها موظفون إمارتيون بدوام كامل.
 
 
س8) ماهو برأيك النموذج الإقتصادي الأمثل للأمارات بحكم كونها دولة نفطية؟
 
 
إن النموذج الإقتصادي المثالي لدولة خليجية غنية بالنفط، هو النموذج المتبع من قبل إمارة أبوظبي حالياً، أبوظبي تعمل بعناية على بناء ثروة سيادية، وتستخدم بعضاً من هذه الثروة لجلب شركاء دوليين للمساعدة على خلق أعمال تقنية متطورة مشتركة في أبوظبي، مثل هذه النشاطات ستكون مستدامة على المدى البعيد، ربما حتى مابعد النفط. الفصل الرابع من كتابي الجديد، أبوظبي: النفط وما بعده، يتحدث عن هذا النموذج ويثني عليه وفقاً لذلك.
 
 
س9) ما رأيك بنظرية المؤامرة؟ و على نحو أدق، ما رأيك بنظرية المؤامرة الصهيونية؟
حيث ألا يبدو لك غريبًا، كون اليهود لهم نفوذ كبير جدًا و أموال طائلة ؟ و هل للحركة الصهيونية (ليس المقصود عينًا المنظمة الصهيونية نفسها) علاقة باشعال الحرب العالمية الأولى و الثانية؟ ألا يبدو التاريخ الحديث لك غير واقعي إلى حد ما؟
 
 
العوائل الحاكمة في الإمارات تعمل حالياً على تحسين علاقاتها مع إسرائيل، كما ينظرون إليها كإقتصاد حديث ومتطور يمكن أن يعملوا فيه. كما ترى العوائل الحاكمة إسرائيل كحليف جيد ضد أي تهديد إيراني، وبتقوية علاقاتهم مع إسرائيل يأملون تقوية تحالفهم العسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية. كل هذه الخطوات، تعني لسوء الحظ أن دعمهم للقضية الفلسطينية غير حقيقي، وفلسطين لن تتلقى أي دعم حقيقي من الدول العربية الغنية في الخليج. في الشهور الأخيرة الماضية قام دبلماسيون ورجال أعمال إسرائيليون بزيارة الإمارات بحرية، وأقاموا في فندق قصر الإمارات وشاركوا في المؤتمرات.
 
 
س10) مقالاتك غير موضوعية دائماً، أنا لا اعتقد أنه يمكننا أن نطبق كل ما يتم عمله في الغرب في أي مكان آخر فقط لأنه مفيد في الغرب.. لماذا تكره النظام في الإمارات العربية المتحدة؟
 
 
مقالاتي دائماً موضوعية وحقيقية، على سبيل المثال، كنت أكتب مقالات انتقد فيها التنمية الاقتصادية في دبي في الخمس سنوات الماضية، هذا النقد كان دقيق كلياً، كان من الأسهل لي أن أتفق مع رؤية دبي وأجمع الكثير من المال كمستشار غربي، بقولي "نعم" لكل شيء، لكن حينها كأكاديمي، سأكون على خطأ.
 
 
س11) قمت بتأليف ثلاثة كتب، اثنان منها عن دبي وواحد عن أبوظبي، وأتساءل بدوري هل تعتقد أن الفترة التي قضيتها في في دولة الإمارات كانت كافية لتعرف طبيعة هذه الأرض بشكل جيد أتاح لك تأليف ثلاثة كتب عنها، ومالذي يجعلنا نعتد بما تكتبه؟!
 
 
أعتقد أن الوقت الذي قضيته في العيش والعمل في الإمارات كان كافياً لفهم البلد، بالرغم من أن الحياة بالطبع هي عملية تعلم وأنا أود أن أتعلم المزيد، لقد عشت في الحقيقة سنوات في الإمارات أكثر من بريطانيا، وعملت كأكاديمي بدوام كامل في الإمارات، كما صرفت جميع سنوات عملي الميداني على الدكتواره في الإمارات.
 
 
س12) سؤالي هو: كيف يمكن أن يكون للسكان المحليين أي أهمية سياسية في ظل غياب المشاركة الشعبية في الحياة السياسية وحرية الرأي والتعبير، وحرية الصحافة والإعلام إلا إن كنت تقصد بالسكان المحليين هنا السلطة وليس الشعب؟
 
 
الإماراتيون هم الناس الوحيدين الذين لهم أهمية سياسية، فقط إذا كانوا هم الذين يهتمون بمستقبل بلادهم في النهاية. معظم الأجانب لا يستطيعون أن يعيشوا كل حياتهم في الإمارات (بسبب مسائل إصدار التأشيرات والخ) وأغلبهم أتى إلى الإمارات لجمع المال ثم الذهاب إلى بلادهم في النهاية، وهكذا فإن أي ضغط للإصلاح أو النقد السياسي يجب أن يأتي من الإماراتيين. (شاهد إجابتي السابقة حول ملائمة وجود عدد هائل من السكان الأجانب، للعوائل الحاكمة،مع العديد من الأجانب، هناك حاجة أقل للإصلاح السياسي.)
 
 
س13) ماهي الجهة التي يمكن ان تحدث التغيير في المجتمع الاماراتي المحلي، هل هم الاسلاميون أم العلمانيون واللبراليون أم هم طبقة التجار، وهل سيكون للجاليات المقيمة في البلد أي دور في هذا التغيير..؟
 
 
أعتقد بأن كل مكونات المجتمع الإماراتي يمكنها أن تقوم بالتغيير، وربما من الأفضل لو كان هناك تعاون على هذا. الإسلاميون يحتاجون استعادة مركزية الإسلام في الحياة والثقافة في الإمارات. هل يجب على الإماراتيين السماح - على سبيل المثال، لشركات حكومة أبوظبي بالإستثمار في لاس فيجاس، أو لدبي أن تسمح لسفن الرحلات التي تحمل على متنها كازينوهات أن تبحر على مسافة 15كم فقط من شواطئ الإمارات العربية المتحدة؟ العلمانيون والليبراليون يحتاجون لأن يروجوا لإعلام حر ونزيه، لـ التفكير الناقد في المدارس والجامعات، ولـ بيئة آمنة لجميع المقيمين في الإمارات للتعبير عن آرائهم وممارسة عباداتهم بمختلف أديانهم. أما طبقة التجار فهي بحاجة إلى أن تقاوم سياسات التطوير الإقتصادي التي صممت لإثراء النخبة السياسية والمصالح الأجنبية على حساب الشعب الإماراتي.
 
 
س14) تحدى الشيخ محمد بن راشد المكتوم العالم، بالإستثمار المفرط في العقارات بدلاً من بناء المواطن الإماراتي.
هل تعتبر أن ماحدث لدبي هو نداء للصحوة، للشيخ محمد أو للمواطنين؟
 
 
إنهيار إقتصادِ دبي كَانَ يجبُ أَنْ يَكُونَ نداء استيقاظ للشّيخِ محمد، لكن لحد الآن ليس هناك إشارة إلى أن السياسات الإقتصادية الخاطئة التي تم تبينها في السَنَوات العشْرة الماضية يتم تغييرها. علاوة على ذلك، ليس هناك إشارة بأنّ هناك جُهد حقيقي لتَحسين الشفافيةِ كي تعادُ الثقةً في إقتصادِ دبي. فبينما فَقدَ الكثيرَ وظائفِهم أَو مدّخراتِ حياتِهم في عقاراتِ دبي، المشروع الوحيدة الهائل الذي أُكملَ هو ميدان سباق الخيل ذو الـ 1.5$ بليون دولار.
 
 
15) أي من الأسباب التالية جعلت أبوظبي تقدم بعض الدعم المالي لإنقاذ دبي:
أ) لتجنب الإحراج الدولي
ب) لكي تحظى بسيطرة سياسية كاملة أو
ج) هناك سبب آخر؟
 
 
أبوظبي لم يكن لديها خيار سوى تقديم المعونة المالية لدبي، فأبوظبي عليها أن تمنع حدوث ضرر كبير لسمعة الإمارات الدولية. خاصة منذ الصفقة النووية بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وقلق الولايات المتحدة من إمكانية عدم وجود استقرار في دبي أو أي مكان آخر في الإمارات. أمر آخر شديد الصلة بهذا، وهو أن أبوظبي تريد أن تمركز ببطئ الإتحاد الفيدرالي (انظر جوابي السابق) وإذا ما أصبحت الدائن الوحيد لدبي، فإن مثل هذه السيطرة السياسية ستتحقق بلطف.
 
 
س16) هناك مؤشر على أن بلايين أبوظي لن تنقذ اقتصاد دبي من الموت.. هل هذا مجرد تحليل أم أنه أصبح حقيقة معترف بها..؟
 
 
إقتصاد دبي قد مات بالفعل، ومابقي من الثقة هو بسبب إنقاذ أبوظبي لها حتى الآن. بعض أجزاء إقتصاد دبي لن تتعافى (ومثال على ذلك، مشروع العالم، دبي لاند الخ) كما أن أبوظبي ستكون غير راغبة في رمي بلايين الدولارات في حفرة مظلمة.
 
 
س17) هل تؤثر الامتيازات التي يحصل عليها أفراد الأسر الحاكمة في الإمارات على اقتصاد الدولة ومستوى معيشة المواطن سلبًا؟ وما هي السبل المفيدة، في تصورك، التي يستطيع من خلالها الناشط الحقوقي تغيير نمط هذه الامتيازات؟
 
 
الإمتيازات التي يتمتّع بها أعضاء العوائلِ الحاكمةِ تؤثر بشكل عكسي على المواطنين الإماراتيين العاديين. الأرض التي تَعُودُ مكليتها إلى كُلّ شعبِ الإمارات العربية المتحدة تُسلّمُ إلى المطوّرين لكي يَبْنونَ عليها ملكياتَ وعقارات لتباع إلى الأجانب. هذا يُغني أعضاء العوائلِ الحاكمةِ وحلفائِهم، على حساب المواطنين العاديينِ.
 
 
س18) يتهمك البعض أنك تغفل (ربما عن غير عمد) العلاقة التاريخية و أواصر النسب و الثقافة المشتركة التي تربط بين حكومات الإمارات المختلفة في قراءاتك و تحليلاتك حول شؤون الإمارات. كيف ترد على هذا الإتهام و الذي ظهر على شكل انتقادات من قبل بعض أكاديمي دولة الإمارات، خاصة في الأزمة الإقتصادية الأخيرة؟
 
 
أنت محق في القول بأن بعض الأكاديميين الإماراتيين ينتقدونني لإغفالي الروابط التاريخية بين الإمارات المختلفة في تحليلاتي حول الإقتصاد الإماراتي.
على كل حال، هم أخطؤوا في عدة قضايا، فلو أن الإمارات متحدة بشكل حقيقي كما يدعّون فإن انهيار دبي الأخير كان يمكن أن يعالج بشكل خاص بمساعدة أبوظبي، الإنهيار ماكان بجاجة إلى أن يكون عاماً معلناً ومضر بهذا الشكل لدبي، بدون شك هناك سياسات داخلية تعمل، وهذه من الضروري أن يتم الإعتراف بها ومناقشة اذا ماكانت الإمارات ستنجو وتتقدم للأمام. هؤلاء الأكاديميون الإماراتيون والذي أخبرونا أيضاً في وقت قريب، مؤخراً في مارس 2009 بأن "اقتصاد دبي هو المكان الأكثر أماناً لنرسو فيه في ظل هذه العاصفة العالمية". في الحقيقة، لقد ثبت أنه الإقتصاد الأضعف في هذه العاصفة العالمية.
 
 
س19) ما هي أسباب التأخر في الإصلاح السياسي في الإمارات من وجهة نظرك؟
 
 
الإصلاح السياسي تأخر في الإمارات العربية المتحدة بسبب العددِ الكبيرِ للأجانب (انظر الأجوبةَ فوق)، بالإضافة إلى القدرةَ المستمرةَ لدى الدولة على تَوزيع وظائفِ القطاع العامَ والثروةَ على مواطنيها. بالرواتبِ الكبيرةِ، البيوت، صناديق الزواج، ومجموعة كبيرة من الإمتيازاتِ الأخرى، أكثر المواطنين الجهلةِ سَيَرونَ منفعةَ صَغيرةَ في مساندِة برنامج الإصلاحِ السياسيِ. لهؤلاء المواطنين من الأفضل الإبقاء على وظائفِهم السهلةِ، بالرغم من أنَّ يهذا يَعْني أن أحفادَهم سَيعيشون على الأغلب حياةً فقيرةً. هناك، بالطبع، عِدّة أسباب أخرى للتأخيرِ، وهذه تحدثت عنها بالتفصيل في الفصلِ الخامس مِنْ كتابِي عن دبي، والفصل السادس مِنْ كتابِي عن أبو ظبي.
 
 
س20) هل ترى أن المجتمع الإماراتي مجتمع طبقي؟ هل يمكن توضيح ذلك؟
 
 
الإمارات العربية المتحدة كَانت مجتمع عشائري مستند على المساواةِ، لكن الآن هو مجتمع مبني كثيرا على الطبقية. أولئك الذين يَجيئون من قبائل أقل تأثيراً، بغض النظر عن حجمِهم (الشحوح، الخ ) إحتمالية وصولهم إلى المناصب الحكومية الرئيسية والمناصب العامة الهامة قليلة، أولئك الذين ينحدرون من أصول أجنبية، ومثال على ذلك: الإماراتيين من أصول بلوشية أو يمنية، هم كذلك متضررون من هذا الأمر.الإماراتيون من الإمارات الفقيرة عليهم على نحو متزايد العمل من أجل الرواتب في الإماراتِ الأغنى.
 
 
س21) إلى أي مدى تعتقد أن تاريخ المنطقة و الدولة و بعض الرموز فيها هو تاريخ حقيقي و غير منقح؟
 
 
التاريخ الرسمي للإمارات العربية المتحدة شيّد بعناية لتَزويد الناسِ بالشخصية الأبوية الرمزية ممثلة في العوائلِ الحاكمةِ. هذه الشخصية الأبويةِ ضرورية لنظام سياسي تقليدي بدون أيّ إصلاح سياسي، كما أن من المهم أن يعتقد الناسِ بأنّ حُكَّامَهم يَتمتّعونَ بتاريخ غني وناجح كزعماء عشائريون، مؤيدون للإسلامِ، وداعمين للعالمِ العربيِ. الكثير من المواطنين الإماراتيون سَيُفاجئونَ لو علموا على سبيل المثال، أن حكام أبوظي ودبي قد عرضوا الأموال على الحكومَة البريطانية عام 1971م كي تبقي الجنود البريطانيين في الإمارات.
 
 
س22) قرأت في إحدى مقالاتك أن "المجلس الوطني للإعلام هو المسؤول عن تنفيذ قانون المطبوعات والنشر" وبودي لو صححت لك المعلومة بشأن مسماه وهو مشروع "قانون الأنشطة الإعلامية" وشتان ما بين المسمى الأول والآخر.
وقد أبدت فعاليات إعلامية استنكارها ورفضها لذاك المشروع، والذي هو أكثر صرامة من قانون 1980.
سؤالي: ما رأيك بمشروع القانون الجديد؟
وهل ترى ضرورة من سن قوانين خاصة بالمطبوعات والنشر وتقييد الصحافيين؟
 
 
مع إحترامي، القانون الإعلامي الجديد، لا يَهْمُّ إذا كانَ فقط مُسوّدة، بما أن تفاصيل القانونِ أُصدرتْ إلى الجمهورِ وأجهزةِ الإعلام، هكذا يُشجّعُ الصحفيين على البدء بمراقبة أنفسهم.. عندما يكون غالبية الصحفيين في الإمارات العربية المتحدة أجانب (والذين هم مدعومون . . شاهدْ أجوبتَي السابقةَ)، أكثرهم سَيَهتمُّ بمراقبة نفسه، بما أنهم لا يهتمون حقيقة بالإمارات (هي لَيسَت بلادَهم)، لذا ليس هناك داعي لتَحَمُّل أيّ مخاطر. مع إحترامي، المجلس الإعلامي الوطني، هذا لَيسَ بِحاجةٍ إلى أَنْ يُلغي، لكن كُلّ الأعضاء والموظفين القدامي مَنْ الضَّرُوري أَنْ يتم تبديلهم، حيث جاء أكثرهم مِنْ وزارة الإعلامِ القديمةِ - مؤسسة غير محدثة ولَيستْ مناسبةَ لحاجاتِ الإمارات العربية المتحدة الحالية. علاوة على ذلك، المجلس الإعلامي الوطني مِنْ الضروري أن يتم توطينه بالكامل- من غير الصحي أَنْ يَكُونَ عِنْدَك أجانب يتخذون القرارات حول ماذا يستطيع ومالا يستطيع الإماراتيين قراءته.
 25-02-2010

copy_r