gulfissueslogo
هل يُفتَحُ ملفُ التجسس الاسرائيلي في الخليج؟
قضايا الخليج

مع تواصل الاكتشافات لشبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان ومصر وسورية، لا بد أن يندلع السؤال الكبير حول شبكات تجسس اسرائيلية في دول الخليج، خصوصاً بعد حادثة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في أحد فنادق إمارة دبي في 20 يناير (كانون الثاني) 2010، والتي لم تكن تقع دونما غطاء استخباراتي محكم وممتد.

لاريب أن المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا دولاً خليجية (الامارات، قطر، البحرين، وعمان) إنما سبقتهم (الموساد) بعمليات استطلاع واسعة النطاق، بذريعة حماية المسؤولين من أية أخطار محتملة قد يتعرّضوا لها في بيئة خصامية، ولا ريب أن هؤلاء قد اصطحبوا معهم من يضطلع بمهمة اختراق تلك البيئة ولو عن طريق زرع أجهزة غاية في الدقة في بعض الأماكن التي زاروها، بما في ذلك الأسواق والمطاعم والمؤسسات العامة..هذا إن تنزّلنا الى المستويات الساذجة ولربما البدائية في العمل الاستخباري، في ظل ثورة التكنولوجيا الاتصالية التي تستهدف الوصول إلى أبعد نقطة يمكن أن تصل اليها المعلومات.

هناك من يجادل، وفي ذلك دون شك وجه حق، بأن دول مجلس التعاون باتت مفتوحة على العالم، وأن الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تدير تفاصيل الحياة اليومية لدول خليجية ما يجعل الحديث عن اختراق اسرائيلي زائداً عن الحاجة، لأن ما تحصل عليه الولايات المتحدة يقع، حكماً، في اليد الاسرائيلية على الأقل فيما يرتبط بأمنها القومي والاستراتيجي. والحال، أن صحّة ذلك لا يلغي خطورته، لأن القبول باختراق أميركي للدول يعني استسهال الاختراق من أي جهة كانت، ويكأن شعوب الخليج لا حول لها ولا طول تستمرق ما يقرر لها، وتقبل باستباحة كرامتها، وبمصادرة إرادتها..

بات من الضروري اليوم أن تفيق شعوب المنطقة عموماً من غفوة الاسترسال الساذج مع كل ما يجعل الوجود الأجنبي، أياً كان، أمراً اعتيادياً في حياتنا اليومية، وكأننا شعوب لا تعيش دون رعاية خارجية، بما يبرّر لحكّامنا بيع دولنا على طريقة (تسليم المفاتيح)، حتى صار السباق بين بعض الحكّام يدور حول من يوصل، أولاً، المعلومات الخاصة للأجنبي..

بعد حديث وثائق ويكيليكس عن تعاون وتنسيق بين دول خليجية والكيان الاسرائيلي، فإن القضية الجوهرية التي يجب طرحها الآن إلى أي مستوى بلغ التعاون بين أي من الدول الخليجية والاسرائيليين، فقد نصحو ذات يوم وقد صار الاسرائيليون يسمعون ويرون ما يدور في مجالسنا الخاصة، ونحن في سكرة الشعار العقيم (الله لا يغيّر علينا).. فقد تغيّر كل شيء أيها الأحبّة، والحال (إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم).

copy_r