gulfissueslogo
شباب الخليج ليسوا استثناءً
مركز قضايا الخليج

فعلها الشباب في تونس ومصر واليمن والبحرين وأشعلوها ثورة من أجل الحرية وإسقاط النظام الإستبدادي، بعد أن نفدت كل الوسائل الأخرى في إصلاحه..
فعلها الشباب لأنهم يمثّلون الأغلبية السكانية في الشرق الأوسط (مايربو عن 50 بالمئة في المتوسط)، وبالتالي هم أولى بالتغيير، وأولى بإدارة شؤون الحياة العامة..
فعلها الشباب لأن القوى السياسية والإجتماعية إما أصيبت بالعقم، ولم تعد قادرة على قيادة المجتمع وتغيير النظام السياسي، وإما جرى استيعابها داخل النظام، وبالتالي أصبحت هي الأخرى بحاجة الى تغيير..
فعلها الشباب لأن تطلعاتهم ودرجة وعيهم السياسي والمعرفي، وإحساسهم المتفجّر بالتهميش فرضت عليهم قيادة قطار التغيير، مهما كلّف الثمن، ولأن لا شيء يعادل الحرية مهما بلغت التضحيات، كان لابد أن يكون الشباب وكلاء التاريخ، الذين يغيّرون المعادلة القائمة، ويفرضون معادلة من صنع أيديهم..
فعلها الشباب بعد أن تمادى المستبدّون في الشرق الأوسط، وجعلوا الديكتاتورية سمّة وعلامة فارقة للعرب، في وقت تنتقل فيه دول العالم إلى الديمقراطية، حتى بات طاغية عتيق مثل معمر القذافي يتبجّح بأنه عميد الحكّام العرب، والصحيح أنه عميّد المستبدّين العرب..
فعلها الشباب، وشباب الخليج ليسوا استثناءً، فهم جزء من النسيج الشبابي العربي والإنساني ويتفاعلوا مع قضايا الحرية والديمقراطية، ويحملوا بداخلهم آمالاً وتطلعات مشروعة، تماماً كشباب العرب في تونس ومصر واليمن وليبيا وسورية وكل الدول العربية قاطبة وبلا استثناء..
فعلها الشباب، وشباب الخليج لابد أن يواجهوا تحديات داخلية وخارجية. في الداخل هناك من يريد تمزيقهم الى طوائف وقبائل ومناطق، لأن التمزيق سبيل الاستبداد ووحدة السلطة المستبدّة، ولأن لا تحالف شيطاني في تاريخ العرب والمسلمين كتحالف أهل الحكم وأهل الدين، فإن من الطبيعي أن يتولى رجال الدين مهمة الدفاع عن مصالحهم مع المستبدّين فيناجزون التظاهرات ويعتبرونها "رجساً من عمل الشيطان"، فيما الجور، وتبرير قتل الأبرياء، واعتقال الأحرار، وتكميم الأفواه، ونهب خيرات الشعوب تصبح جميعاً في نظر هؤلاء "فريضة من الله"، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً، وفي أحسن الأحوال "معصية" لا تستوجب الخروج!
في الداخل أيضاً، إعلام لم يخلق إلا لتمجيد المستبدين، فلا يتوقّع شباب الخليج منه سنداً وعوناً، تماماً كما لم يأمل الشباب في بلدان الثورة العربية منه ذلك..فقد تولى الإعلام مهمة توزيع الاتهامات على الثوّار: العمل وفق أجندة خارجية، الخضوع تحت تأثير الدعاية الأجنبية والتحريض المشبوه، خدمة المشاريع الإستعمارية، مخالفة أحكام الشريعة..
شباب الخليج قادر على فعل التغيير، وإسقاط الاستبداد مرة واحدة وإلى الأبد، وبإمكانه كتابة تاريخ جديد في هذه المنطقة الاستراتيجية، وإرغام العالم بأسره على احترام إرادته..
 

copy_r