gulfissueslogo
بين الرياض وتل أبيب شيء لانعرفه!
مركز قضايا الخليج

ثمة أسرار كثيرة وخطيرة في العلاقات السعودية الاسرائيلية، وما يتكشّف منها يظهر في هيئة مواقف سياسية، وتصريحات، وصفقات..
لعل أول مرة تنبّه الرأي العام العربي الى أن ثمة شيئاً غير اعتيادي يحيط بملف العلاقات السعودية الاسرائيلية كان في موقف الرياض في أول يوم من حرب تموز (يوليو) 2006 على لبنان، حين وصف بيان سعودي خطف جنديين اسرائيليين بالمغامرة، وما تبع ذلك من تصريحات اعتبرها الإسرائيليون داعمة لهم في حربهم ضد المقاومة في لبنان..وجاء الموقف السعودي في الحرب على غزّة في ديسمبر 2008 ـ يناير 2009 أشد بشاعة إلى درجة أن مقالات صحف سعودية معروفة بعدائها للمقاومة في لبنان وفلسطين يعاد نشرها وتثبيتها في موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية..منذاك سمعنا عن معسكر اعتدال يجمع السعودية والكيان الإسرائيلي ودول عربية أخرى لمواجهة دول عربية أخرى مصنّفة في جبهة الممانعة.
كان إعتقاد بعض المتشائلين أن ذلك يندرج في سياق تجاذب معسكري الإعتدال والممانعة، ولكن تبيّن أن الأمر أبعد من ذلك بكثير. من يتابع الشؤون السعودية، يدرك ماذا يعني أن تسمح الأخيرة لطائرات إسرائيلية بعبور أجواء المملكة بهدف تنفيذ هجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية. بالمناسبة، قائمة الأعداء تبدّلت بصورة مفاجئة، وإذا كانت إيران تأتي في المرتبة الأولى بالنسبة للنظام السعودي، فإن الكيان الإسرائيلي ليس في المرتبة الثانية ولا الثانية ولا العاشرة، فقد أزيل من قائمة الأعداء، حتى على المستوى الإعلامي، وهذا ما يفسّر قبول الإسرائيليين بصفقات تسلّح ضخمة وهجومية، وغالباً ما يأتي التفسير من الإستراتيجيين الرسميين في المملكة أن زيادة وتيرة التسلّح يأتي على خلفية التهديدات التي تشكّلها إيران، والإضطرابات في المنطقة العربية، والإنسحاب الأميركي من العراق..ولم يأتِ أحد على ذكر التهديد الإسرائيلي!
اللقاءات المتكررة بين أمراء في العائلة المالكة ومسؤولين إسرائيليين تنبىء عن أن العلاقة بين الرياض وتل أبيب تكاد تضاهي العلاقة بين الأخيرة وأنقرة. التنسيق بين الرياض وتل أبيب يكاد يكون علنيّاً، ويشبه إلى حد كبير تنسيق الأمير الوليد بن طلال وروبرت مردوخ، الذي يواجه فضيحة من العيار الثقيل تهدّد النفوذ الإعلامي الاسرائيلي في بريطانيا وأوروبا. تخيّلوا أن الإعلام البريطاني وهو في حال غضب من عار (تنصّت) شبكة مردوخ الصحافية والأخبارية على المسؤولين والمشاهير في بريطانيا، يخرج الوليد بن طلال ليدافع عن علاقته بمردوخ ويصفها بـ (النزيهة).
خطوات التطبيع السعودي مع الكيان الإسرائيلي متسارعة وتجري أمام ووراء الستار، في ظل انشغال الشعوب العربية بربيع الثورات، وثمة أسرار لا نعرف عنها، ولكن ما نعرفه حتى اللحظة أن ثمة تطبيعاً بين الرياض وتل أبيب بوتيرة متسارعة، وسيأتي يوم تصبح فيه العلاقة بينهما (خوش بوش)، ونترك لأعضاء هيئة كبارالعلماء أن يفتونا في الأمر.
 

copy_r