gulfissueslogo
عارٌ خليجي في البحرين
مركز قضايا الخليج

مهما بلغت قدرة المرء على تبرير ما جرى بعد دخول قوات (درع الجزيرة) بقيادة السعودية الى البحرين بهدف سحق الحركة الديمقراطية السلمية، فإن النتيجة المؤلمة التي يمكن أن نخلص بها، أنّ ما جرى كان عدواناً سافراً، واحتلالاً وقحاً من قبل قوة عسكرية غازية لبلد يمارس فيه أهله حقاً مشروعاً تقرّه كل شرائع السماوات والأرض.
في حقيقة الأمر، إننا كمواطنين في دول تشارك فيما يسمى (درع الجزيرة) لا بد أن نشعر بالخزي، لأننا ننتسب لمثل هذه الدول التي تنتمي الى عالم ماقبل الحضارة، وما قبل الحداثة، وغير مؤهلة بأي مقياس أخلاقي، وإنساني، وديني، لأن تحكم شعوباً غاية ما تطلبه العيش بكرامة وحرية، وأقصى ما تأمله هو تطبيق العدالة والمساواة، وهذا على وجه الدقّة الجرم الجماعي الذي اقترفته الغالبية الساحقة في البحرين، حين طالبت شأن الشعوب العربية الأخرى بدولة الكرامة..
الجريمة المشتركة التي اقترفتها قوات (درع الجزيرة) بأوامر من السعودية وصمت من الغرب وعلى وجه الخصوص الإدارة الأميركية، لم تقتصر على قتل الأبرياء، ومنع الطواقم الطبية من تقديم العلاج للجرحى، بل البشاعة بلغت حد (الاستهتار) بكل القيم الأخلاقية والإنسانية في التعامل مع القتلى، والجرحى، الأمر الذي نبّه المراسلين الأجانب الى حقيقة كانت غائبة وهي أن نظام آل خليفة وبالتواطؤ مع آل سعود ليسوا مختلفين عن القذافي في بشاعة التعامل مع الشعب الأعزل، مع فارق أن السلاح الذي يتم استعماله في البحرين هو أميركي، وبريطاني الصنع، وأن من يقتل المتظاهرين بصورة سلمية في البحرين هم إما مرتزّقة مجنّسين أو أجانب سعوديين وإمارتيين..
لقد تنازل آل خليفة عن السيادة بالسماح لقوات أجنبية بالدخول إلى البحرين والتواجد على أرضه، وتولي مهمة إدارة كل عمليات المجابهة مع غالبية الشعب البحريني، عبر اعتقال الرموز السياسية، واقتحام البيوت والإعتداء على الحرمات، ومنع المواطنين من التعبير عن حقهم في التجمع والتظاهر..وكل ذلك يجري أمام مرأى العالم، وكأن الصفقة تقتضي أن يولي العالم اهتمامه لخطة التخلّص من نظام القذافي في مقابل إدارة الظهر للإقترافات الدموية في البحرين واليمن بضلوع سعودي فاضح.
وما يبعث على الإزدراء ما حصل في دوّار اللؤلؤة يوم الجمعة (18 مارس) الذي سيسجّله التاريخ بأنه يوم (الإبادة الثقافية)، حين أقدمت الجرّافات (التي تذكّر بثقافة التجريف السعودية في الأماكن المقدّسة)، على إزالة مجسّم دوّار اللؤلؤ ومحو آثاره، في عملية (تدمير الذاكرة) كيما لا يتحوّل هذا الدوّار رمزاً لنضال الحركة الشعبية الديمقراطية..إنه، حقاً، عارٌ خليجيٌ في البحرين، وسيبقى مادام الاحتلال السعودي للبحرين باقياً، ومادام الشعب البحريني لم يحقق إرداته الديمقراطية.
 
 

copy_r