gulfissueslogo
الخليج يتغيّر ولاعودة للوراء
مركز قضايا الخليج

12-03-2011
انتفاضتان حتى الآن مستمرتان في سلطنة عمان والبحرين، وهناك تحرّكات شعبية محدودة في السعودية والكويت ونداءات بالإصلاح في قطر والإمارات. وبصورة عامة، فإن الخليج اليوم ليس هو خليج الأمس، فقد تبدّلت الأجواء السياسية والنفسية في هذه المنطقة التي أريد لها أن تكون هادئة ومحصّنة أمام رياح التغيير لأنها الحاضنة لمصالح الغرب..
 
لقد بدا واضحاً أن مطلب التغيير في منطقة الخليج بات عاماً، وإن اختلف التعبير عنه من دولة لأخرى بحسب ظروف واستعدادات شعوب الخليج، وما يظهر من ردود فعل الحكومات الخليجية أن الإصلاح كما تأمله الشعوب ليس مقبولاً، بل هناك إستعداد لدى الأنظمة الخليجية لجهة استعمال القوة الغاشمة ضد المطالبين به، وإن بحّت حناجرهم بالهتاف المتداول حالياً (سلميّة سلميّة)..
 
كشفت الإنتفاضات الشعبية في كل أرجاء العالم العربي أن كلام الحكّام عن الإصلاح السياسي لا يعدو أن يكون جزءاً من سياسة الخداع التي لم يقلعوا عن استعمالها حتى في أشد الأوقات حرجاً وحاجة للإصلاح.  يذكّرنا ذلك بكلام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قوله أنه سئم السلطة ويريد أن يرحل، ولكنّه لا يتورّع عن ارتكاب مجرزة في المتظاهرين بصورة سلمية لمجرد أنهم طالبوه بالرحيل.
 
لا يختلف حال قادة الأنظمة الخليجية من عمان الى الكويت مروراً بالسعودية والإمارات وقطر والبحرين، فالكل يتصرّف وكأن السلطة إمتيازاً خاصاً لا يقاسمهم فيها أحد، وأن من يطالب ولو بتخفيضها أو نقل بعضها الى الشعب فإنما ينفّذ أجندة خارجية، ويتلقى دعماً من أعداء الأمة، وماهو إلا ضالٍ مضلٍ..!
 
عقلية الاستئثار بالسلطة والثروة تقف اليوم على نقيض تام مع ثقافة الحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والمشاركة الشعبية، وحرية التعبير والتجمّع، وإن الخليج قد دخل مرحلة المصادمة بين عقلية تأبى الإ أن تواصل حكم البلاد والعباد بمنطق شيخ القبيلة، وثقافة تتمسّك بحقوق الشعوب المشروعة في تقرير شكل الحكم، وتطبيق مبادىء العدالة والمساواة، وإرساء دولة القانون والحقوق والحريات.
 
ربما لم يحن الوقت لأن تشتعل الثورات في الخليج من جنوبه إلى شماله، ولكن من المؤكّد أن ثمة قطيعة نفسية بين الشعوب والحكومات قد حصلت، وأن على القادة أن يدركوا بأنهم يحكموا دونما مشروعية شعبية، وأن الخليج دخل مرحلة التغيير ولا عودة للوراء.

copy_r