من الكويت وحتى عمان، مروراً ببقية دول مجلس التعاون الخليجي، ثمة مخاضات سياسية وثقافية واجتماعية وأيضاً استراتيجية تستحق منا كمواطنين نعيش في هذه البقعة الأشد أهمية من الناحية الاقتصادية والجيواستراتيجية في العالم أن نولي هذه المخاضات إهتماماً خاصاً..
من حديث أمير الكويت عن خطر الفتنة الداخلية وما تثيره من مخاوف إزاء التصدّعات الكامنة في بنى النظام السياسي، الى حديث الإصلاح السياسي المضطرم في السعودية، الى استحقاقات مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية والبلدية في البحرين بعد العودة المباغتة للمشهد الأمني في الشهور القليلة الماضية، الى الجدلية القائمة في قطر بين تطابق التغيير في الشكل والمضمون، الى الصراع على السلطة في إمارة رأس الخيمة بين أبناء الشيخ صقر القاسمي، والتجاذب على مستوى المجلس الأعلى للإتحاد في دولة الامارات العربية المتحدة، وصولاً الى الغاء محكمة أمن الدولة في سلطنة عمان وما تفتحه من آفاق جديدة لتحوّلات سياسية جوهرية..تحوّلات وتحدّيات لابد أن تبعث سؤال المواطن الحاضر في العقل الأمني الرسمي والغائب في البرامج الإصلاحية الخليجية.

موضوعات جمّة تسترعي اهتماماً شديداً، من نظام الأمن الإقليمي، الى العلاقات البينية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، الى العلاقة مع الولايات والمتحدة والغرب عموماً وما تفرضه من قراءة واقعية لجهة تعزيز سيادة دول الخليج، وترسيخ أسس الإستقرار بين كل دول المنطقة، وتشجيع مؤسسات المجتمع الأهلي كيما تضطلع بأدوار حيوية من أجل تطوير النظم السياسية في هذه المنطقة، وتجسير الفجوة المتفاقمة بين الشعوب والحكومات عبر تطوير آليات محدّثة وفاعلة لتوسيع قاعدة الشراكة السياسية وإدماج كل الأطياف السياسية والاجتماعية في بنية النظام السياسي، وتوفير ضمانات كفيلة بتحقيق فرص المشاركة في صنع القرار السياسي والمصيري من لدن الأغلبية الساحقة من المواطنين عبر ممثلين حقيقيين.

نحاول هنا، وعبر مسيرة جديدة، أن نضيء على قضايا الخليج الحيوية وإن تطلّبت منا مقاربات نقدية وفق رؤية علمية وواقعية من أجل رفد مسيرة التحوّلات في المنطقة الأشد حساسية في العالم والتي تظافرت جهود وآمال وتطلّعات شعوب دول مجلس التعاون على موقف موحّد مفاده أن الإصلاح السياسي قدر حتمي تفرضه قوانين التحوّل، وإرادة شعوب المنطقة، تماماً كما هي الرغبة في العيش المشترك وفق شروط التعايش السلمي والحفاظ على السيادة والسلم والأهلي والاستقلال الوطني ومحاربة كل أشكال التدخل الأجنبي في المنطقة.
التحرير