gulfissueslogo
د.سعيد الشهابي
ايران بين ربيع الثورات وتلوينات قوى الثورة المضادة
د.سعيد الشهابي

القدس العربي - 20-09-2011

هواجس عديدة تعيشها طهران وهي تعقد المؤتمرات الدولية حول كافة القضايا، الدينية والسياسية والعلمية والتقنية، وتستقبل الوفود من اقصى بقاع الارض لترويج منظومة سياسية بديلة. ومن يحضر ايا من هذه المؤتمرات يلحظ بوضوح عمق الاهتمام الايراني بما يجري في العالم عموما، وفي محيطها الاقليمي بشكل خاص. وتتعدد الهواجس بين المحلي والاقليمي والدولي.
ففي الوقت الذي تتصدى طهران فيه لمتابعة ملف الثورات العربية عن قرب، فانها لا تستطيع تجاوز اوضاعها المحلية وهي تقترب من الانتخابات البرلمانية بعد ستة شهور والرئاسية بعد أقل من عامين.
ومع ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تفتخر بانتظام ممارستها الانتخابية بدون انقطاع على مدى العقود الثلاثة الماضية، فقد اصبحت هذه الانتخابات 'عبئا' على اجهزة الثورة لاسباب عديدة. اولها بروز التباين الايديولوجي بين خطي المحافظين والاصلاحيين وهو ما ادى في الانتخابات الرئاسية السابقة الى توتر امني غير مسبوق منذ قيام الثورة الاسلامية في 1979.
ثانيها: تصاعد الثورات في المحيط الاقليمي وهو تطور له وجهان: الاول ان المسار الثوري ينسجم مع طروحات التغيير الايرانية ويدفع منظري الثورة في طهران لاعتبار تلك الثورات امتدادا لثورتها، وتأكيدا لـ'الصحوة الاسلامية' التي يعتبر الامام الخميني (رحمه الله) رائدها بدون منازع. والثاني: انها تمثل مصدر قلق لدى حماة الثورة لانها قد تدفع التيارات المعارضة لتجديد نشاطها لاستهداف النظام، استكمالا للاضطرابات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها احمدي نجاد بدورة ثانية في العام 2009. واذا كانت الاوضاع المحلية مصدر قلق لجناح المحافظين، فان الثورات العربية اختبار لمدى قدرة ايران على انتهاج سياسة داعمة بشكل فاعل لتلك الثورات، ومدى انسجام موقفها ازاءها مع منطلقاتها المبدئية. وليس خافيا وجود حالة ارتباك ازاء الوضع السوري بشكل خاص، نظرا للعلاقات المتميزة بين ايران وسورية منذ 1979.
فقد تميزت العلاقات بين دمشق وطهران بالمتانة حتى اصبحت شراكة استراتيجية لا يستطيع كلا الطرفين الانفكاك منها. فقد وقفت سورية الى جانب ايران خلال الحرب العراقية ـ الايرانية، واصبحت دمشق حلقة الوصل بين طهران وحركات المقاومة للاحتلال الاسرائيلي في كل من لبنان وفلسطين. وفي الوقت الذي يرى الايرانيون انفسهم محرجين ازاء الوضع السوري، فانهم لا يخفون رغبتهم في تحقق اصلاحات جادة في سورية، ولا يقرون سياسات القمع التي تمارسها الاجهزة الامنية السورية ضد المحتجين. ولا يختلف الموقف الايراني ازاء الوضع السوري عن مواقف المجموعات المقاومة اللبنانية والفلسطينية. هذه الحركات ترى في سورية داعما لنضالها، لذلك اعرب بعضها عن دعمه للنظام او التزم الصمت. فالحركات الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها او التي تحظى بدعم سوري، ومنها حركة حماس، تجد نفسها هي الاخرى، في موقف حرج ازاء المطالبة بالاصلاح.
الامر المؤكد ان طهران تجد مواقفها ازاء كافة الثورات العربية منسجمة مع مبادئها، فهي تدعم تلك الثورات وتعتبرها امتدادا طبيعيا لثورتها، وتدعمها اعلامية ومعنويا، وتعلن مواقفها بارتياح، على عكس قوى الثورة المضادة التي تعمل باستمرار لاجهاض الثورات او احتواء نتائجها. وجاء مؤتمر 'الصحوة الاسلامية' الذي عقد يومي السبت والاحد الماضيين في طهران، بدعوة من الدكتور علي أكبر ولايتي، وزير الخارجية السابق، تعبيرا عن دعم ايران للثورات العربية التي تعتبرها تتويجا لظاهرة الصحوة الاسلامية. والحديث عن هذه الصحوة لا يمكن ان يفصل عن الظروف التي قامت فيها ثورة ايران. فجذور الصحوة الاسلامية الحالية تمتد الى بدايات عقد السبعينات، عندما بدأت ظاهرة العودة الى الالتزام الديني وشعور قطاعات واسعة من المفكرين والشباب بضرورة العودة الى الجذور الاسلامية واعادة دور الدين للحياة العامة. وكانت ردة فعل الغرب تجاه هذه الظاهرة ليس سلبيا فحسب، بل عدائيا. اما الثورة الاسلامية التي قادها الامام الخميني فكانت تتويجا لتلك الظاهرة ودافعا لها على نطاق عالمي اوسع، وهنا بدأ الغربيون يطلقون مصطلحات جديدة لتوصيف الظاهرة ومنها 'الاسلام السياسي' و'الاصولية' و'الخمينية'، وسعى لمحاصرتها بكافة الوسائل. الامر المؤكد ان تلك الضغوط الغربية، التي نفذت على ايدي الحكومات العربية في اغلب الاحيان، ادت الى حالة توتر غير مسبوق في التاريخ العربي المعاصر، فاكتظت السجون بالناشطين السياسيين من ذوي الاتجاهات الاسلامية، ومورست ابشع وسائل القمع لمنع قيام ثورات اسلامية على غرار ثورة ايران. وقد استطاع الغربيون، بزعامة امريكا تأجيل الاستحقاق الثوري في العالم العربي الذي كان حدوثه متوقعا بعد انتصار ثورة ايران مباشرة، عبر اجراءات ثلاثة: اولها الحرب العراقية الايرانية التي كانت تهدف لاسقاط النظام الثوري الايراني، وامتدت تلك الحرب ثمانية اعوام دامية. ثانيها بث الطائفية لاقامة حواجز نفسية بوجه المد السياسي المنطلق من ايران، وهي سياسة ما تزال قوى الثورة المضادة تمارسها ضد الثورات العربية لاضعافها ومنعها من الانتصار. ثالثها: تهيئة الظروف لبث العنف السياسي الذي تحول لاحقا الى ارهاب غير مسبوق في التاريخ العربي المعاصر. فالعنف لا يستقيم مع روح الثورات الشعبية السلمية والمقاومة المدنية. هذا العنف ادى الى مجازر بشرية بلغت ذروتها في الجزائر التي سقط فيها اكثر من مئتي ألف انسان.
اليوم تشهد الدول العربية ثورات عديدة تهدف لاستبدال الانظمة التي كانت من اهم عوامل التأزيم. وجاء مؤتمر طهران مؤشرا لمدى عمق الشعور الايراني بالتناغم مع ظاهرة التغيير التي تجتاح الدول العربية. وقد شاركت فيه وفود من كافة الدول العربية، من بينها رموز مخضرمة مثل رئيس الوزراء السوداني السابق، الصادق المهدي ورئيس اليمن الجنوبي السابق، علي ناصر محمد، ورئيس الوزراء العراقي، ابراهيم الجعفري، ومنها رموز فلسطينية مثل موسى ابومرزوق، وسودانية مثل مصطفى عثمان اسماعيل وسواهم. وبعد ثمانية شهور على انطلاقة الربيع العربي ما يزال اغلب الثورات ممنوعا من اسقاط الانظمة الاستبدادية المفروضة بالقوة على الشعوب، بدعم امريكي مباشر. وجاء مؤتمر طهران ليضم طلائع التغيير في البلدان العربية، من المشاركين في تلك الثورات، والمفكرين والعلماء على امل المساهمة في مد جسور التواصل معها، ولدراسة واقعها وقراءة التهديدات التي تواجهها، والتدبر في اساليب انجاحها. وفي الوقت الذي استضافت العاصمة الايرانية فيه هذا المؤتمر، فقد كانت الاوضاع المحلية تفرض نفسها على اذهان القيادات الايرانية، بمن فيهم مرشد الثورة، آية الله السيد علي خامنئي الذي كان واضحا في مواقفه الداعمة للثورات. فهو الرمز الديني والسياسي الاكبر في العالم الاسلامي، الذي يرتقب منه ذلك الدعم، خصوصا انه يرعى النظام الوحيد الذي حدد هويته بوضوح ودفع اثمانا باهضة لذلك وما يزال مستهدفا بسبب إصراره على الاستقلال والتميز في السياسات والمواقف، ورفض مسايرة السياسات الغربية خصوصا في ما يتعلق بفلسطين.
وما الضغوط بشأن المشروع النووي الايراني الا واحد من اساليب الضغط الناجمة على تشبث ايران بمشروعها السياسي القائم على ايديولوجية قادرة على البقاء خارج النظام السياسي الدولي. وفيما يتردد عبر همسات الآذان وجود اتصالات مبدئية بين طهران وواشنطن للتفاهم بشأن ما يجري في المنطقة، فما تزال ايران تعتبر نفسها الاب الروحي للثورات جميعا، وانها قد وجهت بوصلة العمل السياسي الاسلامي عموما على الصعيد الدولي. ايران هي التي رفعت راية فلسطين وصاغت سياساتها الخارجية لتتناغم مع ذلك، وهي التي تدفع ثمن تلك السياسة بمواجهة الحصار الشامل المفروض على قطاعها المالي والاقتصادي. الامر الواضح ان واشنطن ادركت انها لا تستطيع المناورة في القضايا الاقليمية بالشرق الاوسط بعيدا عن النفوذ الايراني.
ومع تصاعد الوعي الشعبي بقضية فلسطين، اصبح على واشنطن ان تدرك ان خطاب الثورة الاسلامية اقرب الى نفوس الناس من الخطاب الغربي الذي ما يزال يدعم الاحتلال الاسرائيلي ويسعى للقفز على الواقع وتجاوز طموحات اهل فلسطين. الثورات العربية جاءت لتؤسس لمواقف عربية مشتركة بعيدا عن التخندق وراء المتاريس الامريكية وسياسات الغرب المتخاذلة ازاء قضية فلسطين. وقد كان لموقف شباب الثورة في مصر ضد استمرار وجود السفارة الاسرائيلية في القاهرة أصداؤه في الشارع الايراني وانعكاساته الايجابية بين القيادات الايرانية، السياسية والدينية. فالخطوة المصرية كشفت مدى ارتباط الثورة بالتحرير. فبين ايديولوجيا الثورة وايديولوجيا التحرير خيط رفيع استطاعت ايران ان تثبت هشاشته. فلم ينتظر ثوار مصر طويلا لحسم موقفهم من التقارب مع 'اسرائيل' الذي فرضه السادات على بلدهم وسار في اثره حسني مبارك. هذه الخطوة اقلقت دوائر القرار الامريكي، لانها حدثت بشكل عفوي وسلمي بدون تخطيط او تنازل. ومن المؤكد ان الولايات المتحدة اصبحت اكثر حيرة ازاء ما يجري، وان شباب الثورات العربية، رغم ممارسات قوى الثورة المضادة، اصبحوا اكثر ادراكا ووعيا لما يحاك ضد ثوراتهم من مؤامرات ومحاولات اجهاض او احتواء.
بين هموم الداخل واستحقاقات ربيع الثورات، تجد القيادات السياسية والدينية الايرانية نفسها مطالبة بسياسات واستراتيجيات لضمان مستقبل تتجسد فيه حرية الشعوب العربية والاسلامية من جهة، وتتماسك فيه ايران من الداخل. طهران تدرك ان قوى الثورة المضادة تنشط على غير المعهود ضدها، سرا وعلنا. فها هو توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، يصرح لصحيفة 'التايمز' قبل اسبوعين بان الوقت قد حان لتغيير النظام في ايران، وهو تطور خطير من شأنه ان يزيد العلاقات بين طهران ولندن توترا. وفي مقابل ذلك، تبدو واشنطن اقل حماسا لفكرة التغيير في ايران بعد ان اثبتت سياسات التحريض ضد الجمهورية الاسلامية عدم جدواها، وان هذه السياسات ساهمت في دفع الايرانيين لانتهاج استراتيجيات امنية ودفاعية وفكرية جديدة ساهمت في تقوية كيانهم السياسي.
الامريكيون يدركون فاعلية ايران في التعاطي مع التحديات التي تواجهها. فبعد التفجير الذي اودى بحياة عدد من ضباط الجيش والحرس الثوري في زاهدان قبل ثلاثة اعوام وتحديد المسؤولين عنه، لم تمض سوى فترة بسيطة حتى تمكنت ايران من اعتقال عبد المالك ريغي المتهم بتلك التفجيرات، ومحاكمته واعدامه. بينما لم تستطع الولايات المتحدة القبض على اسامة بن لادن، بل قتلته بدون محاكمة في حملة امنية على امكان اقامته بمنطقة 'عبود آباد' في باكستان. هذه المفارقات بين البلدين ربما اقنعت المزيد من الايرانيين بعدم جدوى الاعتماد على الخارج في قضايا الاصلاح والتغيير. مع ذلك من المتوقع ان تكون الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة ذات ابعاد استراتيجية شتى، خصوصا انها ستحدث في مرحلة التغييرات الشاملة. وهناك سباق بين اتجاهين: الاول تمثله الرغبة الغربية في تحويل الانتخابات الى حالة من الفوضى تؤدي الى 'ثورة مضادة' بدعم غربي، ان اقتضى الامر. اما الثاني فتمثله القيادة الدينية الايرانية والسياسية وهي لا تريد ان تتحول الانتخابات الى قضية امنية، وفق ما قاله المرشد آية الله السيد خامنئي مؤخرا. فلقد طلب من الحكومة وغيرها بذل الجهود لمنع تحول الانتخابات الى ظاهرة للتوتر والاحتجاجات والقمع. فهو يدرك ان على ايران ان تلتزم بخطها الاسلامي الذي يقضي بمنع الاعتداء على اي شخص. مع ذلك فلا بد من الاعتراف بوجود حراك سياسي داخلي متواصل. وما الحديث هذه الايام في اروقة البرلمان الايراني عن ضرورة مكافحة الفساد الا مؤشر على حساسية الوضع الداخلي وتوازن القوى بين الاطراف. الاثارة الجديدة جاءت بعد اعلان بنك 'صادرات' عن 'اختلاس' ثلاثة مليارات دولار من سبعة بنوك ايرانية من قبل شركات يملكها اشخاص تم القبض على 19 منهم حتى الآن. وقد خرجت الصحف الايرانية يوم امس بعناوين مثيرة جدا واتهم بعضها اشخاصا مقربين من الرئيس احمدي نجاد، وبالتحديد عددا من معاونيه في عملية الاختلاس هذه، غير ان معسكر نجاد يقول انه مستعد لاي تحقيق برلماني او قضائي في هذه الدعاوى. الامر المؤكد ان هذه 'القنبلة' أطلقت الحمى الانتخابية مبكرا، بتسجيل اهداف لصالح الفريق المحافظ لمنع الاطراف الاخرى من التقدم في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
قد يبدو الوضع في طهران صراعا بين اجنحة من اجل الوصول الى الحكم. وقد يكون الامر صحيحا في بعض جوانبه، وقد يبقى كذلك فترة اطول، ولكن اهتمام القيادات الدينية والسياسية بربيع الثورات العربية يؤكد امورا عدة: اولها ان ايران استردت عافيتها واصبحت تمارس دورا فاعلا على مستوى قضايا الوطن والعالم. ثانيا: ان الاختلافات الداخلية حول مرشحي الرئاسة او عضوية البرلمان تستلزم توجها آخر مختلفا عن اسلوب مواجهة المحتجين بالقوة قبل عامين، وفق ما ذكره السيد خامنئي. ثالثا: ان ايران تلعب اوراقها بهدوء جدا، وتسعى لعدم اثارة الخارج ضدها خصوصا في المجال النووي الذي تحول الى شعار يتكرر استعماله ضد ايران كثيرا. رابعا: ان طهران ترى في الثورات العربية تتويجا لعقود من الجهود الهادفة لتحرير العقل العربي والاسلامي ونقله من عقلية الماضي الى عالم الحاضر والمستقبل بادوات العصر واساليبه، وان ما جرى في مصر مؤخرا يؤكد مقولاتها التي طالما تكررت بان الشعوب سوف تستيقظ يوما وتحرر نفسها من الاستبداد والاحتلال. خامسا: ان العالم مقبل على واقع جديد بعد ان استيقظ العرب والمسلمون وبدأوا مشوار التحضر والانعتاق من قيم الجاهلية، وهو امر سوف يأخذ بهم الى طريق التماسك والوحدة والرقي. سادسا: ان الصراع سوف يتواصل بين قوى التغيير في المنطقة وقوى الثورة المضادة وان على القوى العالمية ان تحسم امرها بوضوح ازاء القضايا السياسية العالقة.
انها لحظات تاريخية حقا، حيث تجد الثورات الشعبية نفسها على طريق التحرر وانهاء الاستبداد والاستعمار والاحتلال. فهو صراع الشعوب من اجل البقاء، يتصدره الشباب الذين كادوا يفقدون الامل في اصلاح الوضع لولا تضحيات المناضلين. سابعا: ان انتقال الثورة عبر الحدود لا يحتاج الى قرار 'ثوري' آخر، بل يمكن تحقيقه من خلال الفكر والثقافة والتشديد على ضرورة الوعي الفكري كطريق لايصال الثورة وقواها الى مناطق اخرى وتوفير مستلزماتها لضمان سقوط الطغيان والاستبداد. وبعد اكثر من ثلاثة عقود من الحصار الخارجي، تجد طهران نفسها اليوم قد تحررت اخيرا من تهمة 'تصدير الثورة' وهي التهمة التي ما برحت تستخدم مبررا للقطيعة مع الثورة الفتية، وان ايديولوجية التحرر من الاستبداد السياسي والهيمنة الغربية قد بدأت تؤتي ثمارها، وان الثورة الشعبية التي بقيت محصورة ضمن البعد الايراني، انتشرت في العالم العربي كالنار في الهشيم، لتؤكد ان مستقبل الامة لن يكون كماضيها، وان ارادة الشعوب اقوى من قمع الطغاة.


copy_r