2011-06-19
" قالت صحيفة 'لوس انجليس تايمز" ان التنافس بين امريكا والسعودية في المنطقة
يتزايد خاصة في ظل الثورات العربية، وتقول ان مسؤولي الادارة الامريكية
يتوافدون على القصر الملكي منذ الربيع يحاولون اقناع العاهل الاردني الملك
عبدالله بضرورة البدء باصلاحات جدية، كوسيلة للتغلب على مشاعر الغضب وانهاء
الاحتجاجات في بلده. لكن منافسا اخر يحاول اقناع العاهل الهاشمي باهمية
الاحتفاظ بالنظام الملكي الاتوقراطي الذي تمسكت به العائلة السعودية وكان صمام
نجاتها.
ومن اجل اقناعه بعدم الاستماع لامريكا تقول الصحيفة ان الرياض تراكم الهدية فوق
الهدية على باب القصر الملكي. وكانت اخرها دعوة الاردن للانضمام لنادي الدول
الملكية في الخليج ـ مجلس التعاون الخليجي وهي دعوة قد تعطي الاردن وهو البلد
الصغير بموارد بسيطة الفرصة لتعزيز اقتصاده، كما ان السعودية كتبت للاردن شيكا
بـ 400 مليون دولار 'كحلاوة' ومساعدة لعمان قبل اسبوعين وهي جزء اول من
السعودية لهذا العام.
وترى الصحيفة ان محاولات السعودية هي صورة عن التنافس الذي اندلع في الشرق
الاوسط هذا العام بين امريكا والسعودية البلدان الحليفين منذ عقود وكان نتاجا
للثورات العربية.
ونقلت عن مسؤول امريكي قوله 'هناك الكثير من الخلافات' قائلا ان الثورات
العربية ادت الى توتر في العلاقات بين البلدين. وقالت ان ادارة اوباما التي
دعمت متأخرة الثورات العربية وطالبت الانظمة العربية بالاصلاح تجنبت ذكر
السعودية خاصة في خطاب الرئيس باراك اوباما الشهر الماضي.
ومع ذلك تعتقد السعودية ان امريكا ادارت ظهرها لحلفائها في المنطقة ولهذا تحاول
الخروج من الظل الامريكي وتقوم الان بتبني استراتيجية تنحرف عن الاستراتيجية
الامريكية في المنطقة وفي بعض الاحيان تؤثر عليها.
ونقلت عن نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى عبدالله عسكر قوله ان
الولايات المتحدة لم تعد تستمع لوجهة النظر السعودية في القضايا الرئيسية. ولا
ترى الصحيفة التحول في العلاقات نهاية للتحالف الذي يبلغ عمره 70 عاما، ولكن
يعني خسارة امريكية للتأثير في المنطقة، خاصة بعد خسارتها لمصر وتركيا.
ويرى السعوديون في الاحداث التي تجري حولهم تهديدا لاستقرارهم، وعليه قامت
العائلة بضخ مليارات الدولارات لجيرانها في مصر والاردن والبحرين واماكن اخرى
على امل ان تبطئ عجلة الاصلاحات السياسية.
وتقول الصحيفة ان السعودية بدأت توسع دعمها للعائلات الملكية العربية، راسمة
مجرى جديدا فيما يتعلق بقضايا المنطقة، مثل الصراع العربي الاسرائيلي وحملة
لاحتواء التأثير الايراني في المنطقة، بل وبدأت تظهر مواقف مستقلة عن امريكا في
قضايا الطاقة مما قد يؤثر على اسعار الوقود في امريكا.
وترى الصحيفة ان التغير السعودي جاء بسبب عدد من الاحداث. فالرياض لم تكن راضية
عن ادارة جورج بوش التي سلمت السلطة لحكومة يتسيدها الشيعة بعد الاطاحة بصدام
حسين، كما عبر الملك عبدالله عن غضبه لموقف اوباما من مصر وتخليه عن حسني
مبارك. كما عبر السعوديون عن عدم ارتياحهم من خطاب وزيرة الخارجية الامريكية
هيلاري كلينتون التي دعت فيه لاصلاحات في النظام العربي والقته في دولة قطر.
وقال مسؤول امريكي ان السعوديين غاضبون ومحبطون ولا يدرون ماذا سيفعلون. ولكن
مسؤولا في الخارجية اكد ان العلاقات قوية مثل الصخر وان البلدين لا يزالان
يتعاونان في القضايا الاقليمية مثل اليمن ومكافحة القاعدة كما ان الولايات
المتحدة ستبيع الرياض اسلحة بقيمة 60 مليار دولار.
وتقول الصحيفة ان التوتر واضح في البحرين حيث ارسلت السعودية اكثر من الف جندي
لقمع الانتفاضة هناك، كما ان الرياض دعمت النظام الجديد باربعة مليارات دولار
للابقاء على الوضع القائم ومحاولة الوقوف امام صعود الاخوان المسلمين. كما عبر
السعوديون عن احباطهم من الموقف الامريكي من عملية التسوية المتوقفة وكان تركي
الفيصل قد حذر في مقال كتبه في واشنطن بوست اشار فيه الى ان استخدام امريكا
الفيتو ضد محاولات الفلسطينيين اعلان دولتهم ستكون اثاره كارثية على العلاقات
الامريكية ـ السعودية.
عن القدس العربي