معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى, 25 نيسان/أبريل 2011
في، السادس والعشرين من نيسان/أبريل، يلتقي في البيت الأبيض الرئيس أوباما وولي
عهد أبو ظبي لبحث "المصالح الاستراتيجية المشتركة." ومن المرجح أن تكون
محادثتهما صعبة بسبب الخلافات حول التهديد الإقليمي الذي تشكله إيران.
وولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو الأخ الأصغر للشيخ خليفة، حاكم
أبوظبي ورئيس اتحاد الإمارات العربية المتحدة المكون من سبعة أعضاء. إن الشيخ
محمد -- الزعيم المؤثر الذي يدير السياسات اليومية لأبو ظبي -- كان قد شارك
مؤخراً في مناقشات مع مسؤولين أمريكيين بصورة مستمرة تقريباً. ففي 8
نيسان/أبريل، زاره وزير الدفاع روبرت غيتس؛ وفي 13 نيسان/أبريل، اجتمع معه
مستشار الأمن القومي توم دونيلون؛ وفي 14 نيسان/أبريل، تحدث مع رئيس "القيادة
المركزية الأمريكية" الجنرال جيمس ماتيس.
إن ما وراء الأقوال الدبلوماسية المبتذلة، هناك سخط أمريكي على انضمام دولة
"الإمارات" إلى المملكة العربية السعودية في إرسال قوات أمنية إلى البحرين في
آذار/مارس، مما عزز [من سيطرة] حكومة تواجه مظاهرات واسعة النطاق من قبل
المجتمع الشيعي الذي يشكل غالبية سكان الجزيرة. كما أن أبو ظبي منزعجة -- بعد
أن سمحت للقوات الأمريكية باستخدام "قاعدة الظفرة الجوية"، التي تحلّق منها
الطائرات لتنفيذ الرقابة على النشاط الإيراني في الخليج العربي -- بأنه لم يكن
هناك اعتراف أكبر بالتهديد الذي تشكله إيران. إن دبي، عضو آخر في دولة
"الإمارات"، تسمح لقوات البحرية الأمريكية باستخدام ميناء "جبل علي". وتشعر
الدول العربية المحافظة في الخليج بقلق متزايد من برنامج إيران النووي وخطر
التمرد الذي ترعاه إيران في المجتمعات الشيعية المحلية.
وأدت الخلافات حول البحرين إلى حدوث تأخير في قيام دولة "الإمارات" بتزويد
اثنتي عشرة مقاتلة من طراز "إف 16" إلى القوات الدولية التي تقوم بدوريات فوق
منطقة حظر الطيران في ليبيا. إن هذه الوحدات، جنباً إلى جنب مع أربع مقاتلات
قدمتها قطر، توفر غطاءاً سياسياً عربياً ودولياً هاماً للعملية التي يقودها حلف
شمال الأطلسي فوق ليبيا.
وفي الأسبوع الماضي، سافر الشيخ محمد إلى الرياض للاجتماع مع عاهل السعودية
الملك عبد الله، الذي يُعتقد أنه يشاطر آراء "الإمارات" حول التهديد الايراني.
إن كلا البلدين قد أصيبا بخيبة أمل من السرعة التي تراجع فيها البيت الأبيض عن
تأييده للرئيس المصري حسني مبارك ويشعران بالقلق من موثوقية تحالفهما مع
الولايات المتحدة.
وتشكل زيارة الشيخ محمد فرصة للبيت الأبيض ليوضح وجهات نظره بشأن ايران، وهي
الآراء التي لا ترى دول الخليج العربية بأنها تخضع لمعايير الحريات السياسية
المعروفة على نطاق العالم، والتي على خلاف ذلك يتم تبنيها من قبل واشنطن. ينبغي
على إدارة أوباما أن تخبر أيضاً أبو ظبي بأن دعمها العسكري لحكومة البحرين يجعل
[ضرر] الإيذاء الإيراني نبوءة ذاتية التحقيق تقريباً. يجب على الإدارة
الأمريكية أن تطالب أيضاً بأن تقوم دولة "الإمارات" بالإفراج عن الناشطين
السياسيين الذين اعتقلوا مؤخراً بسبب مطالبتهم بالمزيد من الحريات.