gulfissueslogo
د.علي الهيل
دعوا الخليج لأهله
ا.د.علي الهيل
30-01-2012

الخليج بشاطئيه العربي والفارسي كان وما يزال مصدر رزق لأهله لأن من خلاله كانوا وما يفتأُون يصدرون ويستوردون أرزاقهم. حقائق الجغرافيا والتاريخ غير قابلة للتغير لكنَّ متغيرات السياسة مآلها إلى أن تتغير وإنْ تم فرضها بالقوة نتيجة للمصالح الإقتصادية والهيمنة. وما يحدث حاليا فوق مياه الخليج وتحته ليس جديداً فمنذ القرن الرابع عشر وما قبله بقرون وهو كان ولا يبرح محط أطماع القوى الأجنبية بالنظر إلى إستراتيجيته الإقتصادية والتجارية وبالتالي كان وما يزال ساحة صراع نفوذ. منه مرَّ البحارة البرتغالي (فاسكو دي داما) متجها إلى الهند عبر 'رأس الرجاء الصالح' منسحباً مدحوراً بعد أن هزمته القوة البحرية الخليجية بقيادة البحارة العربي الخليجي العماني (أحمد بن ماجد) الذي أتاح له ممراً آمنا ضاربا أبلغ المثل في تسامح المسلمين وتواضعهم عند الإنتصار.
البحارة الإنجليز والهولنديون والأمريكيون والروس والفرنسيون والبرتغاليون والإسبان وغيرهم كثير قوم مخروا عبابه جيئة وذهابا حربا وسلما على مدى قرون وعقود متقاربة ومتباعدة وكان التنافس محموماً وما يزال على التحكم في الخليج بضفتيْهِ باعتباره الرئة التي يتنفس منها خاصة في تلك الحقب التي كانت وسائل المواصلات والتجارة البحرية هي فقط المتاحة، قبل اكتشاف وسائل المواصلات البرية والجوية. التخويف الممنهج من القوى العالمية الكبرى و(إسرائيل) لدول الخليج العربي من قوة (إيران) النووية والصاروخية والتهويل منها يهدف إلى إستفراد الغرب و(إسرائيل) بثروات الخليج الإستراتيجية الهائلة ومن أهمها الغاز والنفط بشاطئيه العربي والفارسي وهو ما يتبدى للمحلل في العمق للإستحواذ على موارد الخليج رغما عن أصحابها الشرعيين العرب والإيرانيين بدعوى حماية الأمن الخليجي من التفوق النووي والصاروخي الإيراني وهي خطة مخابراتية محبكة مبيتة بليل سرمدي متفق عليها بين الغرب و(إسرائيل) بإملاءات قوى الضغط الغربية على حافتي الأطلنطي. ولماَّ كان التفوق الإيراني قد حققته إيران رغما عن الغرب و(إسرائيل) فهم لا يريدون أن تتفوق أي دولة إقليمية خليجية عربية أو غير عربية، لأن الغرب ومجموعات الضغط الغربية حريصة على أن تظل لإسرائيل وحدها اليد العليا في العالم العربي ومن ضمنه حافتي الخليج. ولو كان الأمر هو مجرد إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي لَتم تجريد (إسرائيل) التي تمتلك أسلحة الدمار الشامل وقنابل نووية برعاية غربية محض وبضوء أخضر غربي وبرعاية غربية مباشرة، للحيلولة دون تقدم أي دولة عربية أو إسلامية في أي مجال تكنوتقني.
الأمر قطعاً يُعزى للأزمات المالية والإقتصادية الخانقة التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة اليورو والإتحاد الأوروبي عامةً، والتي تنعكس يوميا سلبيا على مجتمعات الشعوب الأمريكية والأوروبية في تزايد أعداد العاطلين عن العمل وتفشي الفقر. وأحد مخرجات الحل إنعاش تجارة بيع السلاح الأمريكي والأوروبي للدول الأغنى في العالم تقريبا والأضعف عسكريا بترتيبات واضحة مع المخابرات الصهيونية لتخويف الخليج العربي من 'البعبع' الإيراني المفتعل إسرائيليا أمريكيا غربيا، أو كما يتندر الخليجيون في مجالسهم 'بو درياه' الإيراني الذي سيخرج من بحر الخليج العربي ويثير الرعب في أوساط الشعوب الخليجية وكلا الطرفين الأمريكي الإسرائيلي والغربي مستفيدان من مسألة التخويف هذه، وإنْ بدت الصورة مغايرة للتهويج والتهويش الإعلامي الغربي والصهيوني.

القدس العربي

copy_r