يبدو ان النوايا الغربية تتجه نحو إشعال المنطقة والإقدام على مغامرة غير
مضمونة النتائج من خلال توجيه ضربة عسكرية لإيران تحت حجة تدمير القدرات
النووية الايرانية .. وهذا يتجلى بتصريحات قادة اسرائيل والبيت الأبيض ..
فاسرائيل تنصب نفسها قاضيا وجلادا وهي ابعد ما يكون عن هذه الصفة .. كونها
تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية وآخر من يحق له الحديث عن الأمن العالمي
والسلم والاستقرار !
الولايات المتحدة والتي وضعت نفسها خادمة للمصالح والتوجهات الحربية
الاسرائيلية تثبت مرة بعد الأخرى بأنها ليست اهلا لقيادة العالم وليست اهلا
للحديث عن الأمن والاستقرار شانها شأن اسرائيل .. فالأمن العالمي يتعرض لخرق
دائم من قبل هاتان الدولتان وهما السبب الرئيسي في تغذية بؤر الصراع المشتعلة
في العالم ..ويبدو انهما تتجهان هذه المرة نحو إشعال حربا طاحنة في المنطقة تحت
بدعة الأسلحة النووية الايرانية .
الهدف الأمريكي الإسرائيلي بات واضحا للجميع وهو تجسيد المشروع الامبريالي في
المنطقة وإقامة شرق أوسط جديد تتحكم بدفته اسرائيل وهذا المشروع لا يمكن تنفيذه
الا اذا تم القضاء على المحور الايراني كطاقة سياسية هائلة في المنطقة تقف حجرة
عثرة أمام المشروع الأمريكي الصهيوني .. من هنا تأتي الرغبة الاسرائيلية بضرب
ايران وضعضعة قدراتها العسكرية والسياسية وبالتالي التحكم بالشرق الأوسط
والسيطرة على مقدراته .
ان تقاطع المصالح الأمريكية والإسرائيلية يجعل من الضربة حتمية هذه الايام
فاوباما الذي بات يترنح على عتبة الباب الأبيض دون تأييد يذكر في الشارع
الأمريكي يريد ان يسجل انتصارا عسكريا لاستعادة ثقة الناخب الأمريكي... وكذالك
نتنياهو والذي يعيش مأزقا كبيرا نتيجة الأوضاع الداخلية والعزلة السياسية
الخارجية فهو يريد ان يصدر أزماته ويخلط الأوراق في المنطقة لإنقاذ إسرائيل من
مأزقها وعزلتها .. فمظاهرات "العدالة الاجتماعية" قنبلة شديدة الانفجار قد تطيح
بنتنياهو وائتلافه الحكومي .. والقضية الفلسطينية باتت كابوسا مرعبا بالنسبة له
زاد من عزلته وعزلة اسرائيل الدولية وهي تقترب من ساعة الحقيقة .. من هنا تنبع
الرغبة الاسرائيلية بضرب ايران لخلط الوراق والخروج من العزلة والمأزق .
المغامرة الإسرائيلية ستحمل نتائجا كارثية ومفجعة في ظل التهديدات الايرانية
بالرد على أي عدوان اسرائيلي .. فنجاد وحلفاؤه لن يقفوا مكتوفي الأيادي فيما لو
تعرضت ايران لعدوان اسرائيلي .. وأي ضربة مهما كان نوعها كفيلة بإشعال المنطقة
برمتها.. ايران تهدد بضرب العمق الاسرائيلي وهناك معلومات حول امتلاكها قنابل
نووية من شأنها ان تحرق الأخضر واليابس ولن تتورع ايران عن ضرب دول الخليج التي
ستؤمن الدعم لاسرائيل وامريكا .. فالحرب القادمة ستكون حربا اقليمية تشارك بها
أطراف متعددة كحزب الله وسوريا وربما تمتد لأطراف أخرى إذا تضررت مصالحها ..
فإغلاق مضيق "هرمز" حال اندلاع الحرب وانقطاع الطريق على تصديره للعالم سيخلق
أزمة اقتصادية عالمية .
ان الرغبة الاسرائيلية الجامحة لضرب ايران وقدراتها النووية تدعونا للقلق على
مصير ومستقبل الاستقرار العالمي وتدعونا للتحذير من مغبة الخطوات الحربية
الاسرائيلية التي ليس لها ما يبررها سوى حب السيطرة والغطرسة والاستفراد وتهيئة
الطريق امام تنفيذ المشاريع الصهيو-امريكية القاضية بقلب موازين القوى في
المنطقة لصالح امريكا واسرائيل