ذكرت مصادر طبيّة بحرينية اليوم بأن عشرات القتلى ومئات الجرحى سقطوا ليلة
البارحة بعد اقتحام قوات الأمن ميدان اللؤلؤ الذي كان يعتصم به المتظاهرون منذ
الخامس عشر من شباط (فبراير) الجاري. وذكرت المصادر بأن خمسين شخصاً مفقوداً
منذ ليلة البارحة، ولا يعلم ما اذا كانوا في عداد القتلى أو الجرحى.
وكشفت المصادر بأن قوات مكافحة الشغب البحرينية والسعودية منعت سيارات الإسعاف
من نقل المصابين إلى المستشفيات، فيما تلقى السائقون تهديدات بعدم تقديم أي
مساعدة لنقل الجرحى. وبحسب سائق سيارة إسعاف: وضع ضابط أمن سعودي مسدساً في
رأسي، وهددني بالقتل في حال مساعدة الجرحى.
وفيما تحاول السلطات البحرينية التعتيم على مجزرة ميدان اللؤلؤ، فإن مصادر
طبيّة بحرينية وصفت ما جرى ليلة البارحة بأنه مشهد مفزع، بسبب الهستيريا التي
أصابت قوات الأمن حيث أقدمت على ارتكاب جريمة إبادة جماعية بدم بارد.
شنت قوات الامن في البحرين فجر هذا اليوم هجوما عنيفا على الألاف من
المتظاهرين في دوار الؤلؤة في وسط العاصمة المنامة ، مستخدمة الغازات المسيلة
للدموع والرصاص المطاطي وسلاح الشوزن المحرم دوليا ، وأدى هذا الهجوم الى سقوط
6 شهداء واكثر من 100 جريح ، منها 7 حالات خطرة جدا .
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الشرطة طوقت ميدان اللؤلؤة
الذي بقي به المتظاهرون طوال الليل، واستخدمت قنابل مسيلة للدموع في محاولة
لتفريق المتظاهرين دون سابق إنذار في حدود الساعة الثالثة صباحا بالتوقيت
المحلي ، وأطلقت النار عليهم من مسافات قريبة ولاحقتهم في الممرات المؤدية
للميدان.
وأفادت وزارة الداخلية في بيان نشر على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على
الانترنت بأن "قوات الأمن أجلت المتظاهرين عن ميدان اللؤلؤة .
وأكد شهود العيان أن الشرطة أغلقت الطريق بين الميدان ومستشفى السلمانية،
وأضافوا أن الوضع ما زال "متوترا للغاية".
وذكر شاهد عيان أن ثلاثة متظاهرين قتلوا خلال هذا الهجوم ، فيما لقي متظاهر
رابع حتفه وأصيب خامس بجروح خطيرة في اشتباكات لاحقة في المنطقة.
وأظهرت مقاطع فيديو بثتها شبكة الإذاعة والتليفزيون البريطانية (بي.بي.سي)
الشرطة وهي تجلي آلاف المتظاهرين، ومن بينهم عدد كبير من النساء والأطفال
انضموا للمتظاهرين الأربعاء عقب مراسم جنائزية لضحية سقطت في وقت سابق.
ومن بين القتلى رجل مسن وشاب. وقال شهود عيان إن جثتي الرجلين عليهما علامات
إصابة بأعيرة نارية فيما يبدو.
واندلعت المظاهرات هذا الأسبوع في البحرين نتيجة التأثر بأحداث الإطاحة بالرئيس
حسني مبارك في مصر.
وأفادت مصادر طبية بأن مئات الأشخاص أدخلوا المستشفى للعلاج من إصابات تسبب
فيها الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية.
وأفاد مراسل وكالة الأنباء الألمانية أنه تم إعلان حالة الطوارئ القصوى في
مستشفى السلمانية.
وأكد أغلب المتظاهرين المعارضين المشاركين في المظاهرات في وقت سابق هذا
الأسبوع أنهم يطالبون بإصلاحات وليس إسقاط النظام.
وينتهج العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة مسارا مزدوجا حيث يعرض
الحوار من جهة ويستخدم الشرطة من جهة أخرى في كبح المظاهرات.
من جانب آخر اكدت المعارضة البحرينية انها لن تتراجع عن تعليق عضويتها في
البرلمان قبل ان تتحول البلاد الى (ملكية دستورية )تكون فيها الحكومة منتخبة من
الشعب ، جاء ذلك في مؤتمر صحفيا عقده الشيخ علي السلمان زعيم جمعية الوفاق
الوطني حيث قال ( الوفاق لن تعود عن قرارها بتعليق عضوية نوابها في مجلس النواب
الا بتحقيق المطلب الرئيسي وهو التحول الى الملكية الدستورية ) واضاف ان هذه
الملكية الدستورية يكون فيها الشعب مصدر السلطات وتكون الحكومة منتخبة من الشعب
ويكون للشعب الحق في محاسبتها اذا فشلت في تحقيق أهدافها )
وأكد سلمان تأييد مطالب المتظاهرين المعتصمين في دوار اللؤلؤة بوسط المنامة
والذين يلبون دعوة ناشطين على الانترنت لـ"ثورة" في البحرين من أجل اعتماد
اصلاحات سياسية والافراج عن معتقلين شيعة ووقف التجنيس السياسي، على حد قولهم.