أعلن قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري، امس
الثلاثاء، أن إيران لم تسمح إطلاقاً بدخول السفن الامريكية الى المياه
الإقليمية الإيرانية.
ونسبت وكالة 'مهر' الإيرانية للأنباء الى الأميرال سياري قوله إن تحرّكات السفن
الامريكية في الخليج 'هي تحت السيطرة والمراقبة الكاملة'.
وأضاف أن القوة البحرية الإيرانية 'لم تسمح إطلاقاً بدخول امريكا الى المياه
الإقليمية الإيرانية'.
وأشار الى أن 'تواجد السفن الامريكية في المياه الدولية في الخليج وبحر عمان
يتعلق بالحقوق الدولية'.
وأوضح قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري، أن
القوة البحرية الإيرانية 'تراقب عن كثب تحركات السفن الامريكية المتواجدة في
الخليج، كما أن لدى القوة البحرية الإيرانية معلومات كاملة على نشاطات تلك
السفن'.
من جانبه استبعد رئيس وكالة الإستخبارات المركزية الامريكية 'سي أي ايه'
السابق، مايكل هايدن، اتخاذ قرار بمهاجمة إيران في خلال العام الحالي، فيما
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وضع خط أحمر امريكي أمام
إيران بشأن برنامجها النووي سيقلل احتمالات مهاجمتها.
يواصل صناع القرار في تل ابيب، عبر وسائل الاعلام العبرية، توجيه الاتهامات
للادارة الامريكية في ما يتعلق بالملف النووي الايراني، في ما ترد واشنطن على
حكومة بنيامين نتنياهو عبر تسريبات هدفها الوصول الى الرأي العام الاسرائيلي
دون الحصول على اذن من الحكومة الاكثر تطرفًا في تاريخ دولة الاحتلال.
وفي هذا السياق قال الموقع الاخباري الاسرائيلي (WALLA) امس ان ديفيد بترايوس
رئيس وكالة المخابرات المركزية الامريكية (CIA) وصل الى تركيا، ومن المتوقع،
بحسب مصادر سياسية في تل ابيب، وصوله الى الدولة العبرية في محاولة لتهدئة
التوترات بين امريكا واسرائيل، على خلفية التباين في وجهات النظر بالنسبة
لمعالجة الملف النووي الايراني.
من ناحيتها ذكرت 'يديعوت احرونوت' امس الثلاثاء، نقلا عن عن مسؤول سياسي
اسرائيلي رفيع المستوى، قوله ان نتنياهو تسبب باضرار جسيمة في العلاقات مع
امريكا. وفي السياق ذاته، استبعد رئيس وكالة المخابرات الامريكية السابق، مايكل
هايدن في مقابلة نشرتها صحيفة 'هآرتس' الثلاثاء، ان يتم الحسم بشأن ضرورة توجيه
ضربة لايران، خلال العام الحالي، مشيرا الى ان قرارا بهذا الشأن يجب ان يُتخذ
فقط في العام 2013 او 2014 وعندها فقط يتقرر ما اذا كان يجب شن مثل هذا الهجوم
ضد ايران.
وتابع هايدن قائلا ان الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على شن مثل هذا
الهجوم وليس اسرائيل. ولفتت الصحيفة الى ان هايدن الذي يقوم في هذه الايام
بزيارة لاسرائيل قال ايضًا انه لا يستخف بالقدرات الاسرائيلية، لكن قوانين
الطبيعة تدل على ان المشروع النووي الايراني يُشكل هدفًا صعبًا امام كل جيش،
مشددًا على ان الحديث ليس مجرد هجوم او غارة ، كما ان الموارد الاسرائيلية
مقارنة بالموارد الامريكية محدودة للغاية.
علاوة على ذلك، اشارت 'هآرتس' الى ان هايدن الذي شغل مدير (CIA) خلال ولاية
الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، هو الذي ادار الاستعدادات والتحضيرات
الاستخبارية الامريكية القومية في نهاية العام 2007، والتي اقرت في حينه ان
ايران تتقدم في المسارات التي ستوصلها الى انتاج وتصنيع الاسلحة النووية، لكنها
لم تقرر بعد. واضاف هايدن، ان هذه التقديرات الاستخبارية لا تزال قائمة على
الرغم من ان الوقت المطلوب للانتقال من تطوير وتخصيب اليورانيوم الى تصنيع
السلاح النووي بات اقصر من الماضي، مشيرا الى ان ما شكل عقبة في حينه امام
تطوير السلاح النووي هو تصنيع الصواريخ الضرورية والقادرة على حمل رؤوس نووية،
وتخصيب اليورانيوم بالنسب والكميات المطلوبة.
وكشف المسؤول المخابراتي الامريكي في سياق حديثه للصحيفة العبرية النقاب عن ان
هناك حالة من عدم اليقين حول مكان وجود كافة المواقع الايرانية، وان الجيش
الامريكي هو وحده القادر على اجراء مسح وتحديد مكان هذه المواقع، وتابع انه فقط
عملية امريكية قادرة على اعادة الايرانيين لعدة سنوات الى الوراء او تعطيل
وتاخير المشروع، على حد قوله. بالاضافة الى ذلك، فان العملية العسكرية من شأنها
دفع ايران بالذات للعمل بالاتجاه الذي يفترض فيها الامتناع من السير فيه.
وفي معرض رده على سؤال قال هايدن انه صحيح انه جرت العادة القول ان ايران تقترب
من الوصول الى قدرات نووية، لكن لا يزال هناك متسع من الوقت لانه يتوقع ان يتم
اتخاذ القرارات المصيرية الحقيقية فقط خلال العام 2013 او 2014، على حد تعبيره.
وبحسب المحلل للشؤون العسكرية في الصحيفة، امير ارون، الذي اجرى الحديث مع
هايدن فان موقف الاخير وتقديراته هذه قريبة جدا من تقديرات الادارة الامريكية
الحالية، على الرغم من ان هايدن نفسه يعمل ضمن فريق مستشاري الشؤون الامنية
والخارجية للمرشح الجمهوري المنافس، ميت رومني.
اما بالنسبة للمعركة الرئاسية بين اوباما ورومني فقد قال هايدن للصحيفة العبرية
ان المنافسة بينهما شديدة للغاية، وان النتائج قد تبدا بالاتضاح فقط عند اقتراب
يوم الانتخابات، على حد قوله.
في السياق نفسه، قالت صحيفة 'يديعوت احرونوت'، الثلاثاء، نقلا عن مسؤول سياسي
عالي المستوى في تل ابيب، انه في حال فوز اوباما بولاية ثانية في الانتخابات
التي ستجري في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، فانه، اي اوباما، سيقوم بمحاسبة
نتنياهو، مشيرا الى انه يجب الاستعداد لفترة صعبة بالعلاقات مع الولايات
المتحدة التي قد تدير ظهرها للدولة العبرية، على حد قوله.
واضاف المسؤول عينه قائلا انه يجب ايضا ان يتوقع صناع القرار في تل ابيب ان
تتوقف واشنطن عن سياسة استخدام الفيتو بشكل اوتوماتيكي على قرارات تنديد ضد
اسرائيل في الهيئات الدولية وخاصة في الامم المتحدة ومجلس الامن، على حد قوله،
وزاد قائلا انه في ما يتعلق بالاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة،
فانه بامكان اسرائيل ان تنسى الفيتو الامريكي، لكنه راى ان اوباما لن يعمل بقوة
من اجل تسوية الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني خلال ولايته الثانية المحتملة،
وذلك بسبب عدم وجود احتمالات للاتفاق بين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية،
محمود عباس (ابو مازن) محمود عباس. مضافًا الى ذلك، زاد المسؤول انه حتى لو
توصلت امريكا والدولة العبرية الى تفاهمات في ما يتعلق بالملف النووي الايراني
فان ذلك لن يُجدي نفعًا، ذلك، انه بحسب وصفه، فان دمًا فاسدًا، يسري بين اوباما
ونتنياهو. وبحسب المسؤول، كما قال المراسل للشؤون السياسية في الصحيفة، فان
الغضب الامريكي لا يقتصر على رئيس الوزراء الاسرائيلي فقط، بل انه يشمل ايضًا
وزير الامن، ايهود باراك، حيث تتهمهما الادارة الامريكية، بانهما قما بتسريب
معلومات من تقارير استخبارتية سرية في ما يتعلق بالملف الايراني، الامر الذي
الحق ضررًا فادحًا بامريكا، وشدد المسؤول على ان الغضب الامريكي وصل الى اوج
حدته بسبب تصريحات صدرت عن مقربين من نتنياهو وباراك، الذين اكدوا على ان
الرئيس اوباما لا يعتزم مهاجمة ايران قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية ولا
بعدها، وان الادارة الامريكية رات بذلك محاولة من جانب نتنياهو لتكبيل اوباما
وجره الى هجوم في ايران خلال حملته الانتخابية.
وبحسب المسؤول، فان الغضب الامريكي سجل حدة غير مسبوقة، عندما اكتشف الامريكيون
ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يتدخل في الشؤون الامريكية الداخلية، ويعمل بكل ما
اوتي من قوة وتأثير من اجل انجاح منافس اوباما، ميت رومني، الذي يُعتبر صديقًا
لنتنياهو، على حد قول المسؤول الاسرائيلي. اما المحلل العسكري في صحيفة
'هآرتس'، عاموس هارئيل، فقد راى انه في لعبة البوكر، التي يُديرها نتنياهو
وبراك ضد الادارة الامريكية بشكل خاص، فانهما رفعا بصورة غير متوقعة ثمن
المقامرة، وقاما باتخاذ خطوة خطيرة جدا، على حد وصفه.