09-03-2012
احتشد مئات الآلاف من البحرينيين في تظاهرة جماهيرية كبرى دعت لها المعارضة
وأيدها آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، عصر يوم الجمعة التاسع من مارس، وامتدت
لأكثر من 5 كيلو متر وصولاً إلى "ساحة الحرية" بمنطقة المقشع غرب العاصمة
المنامة.
وفي منظر غير مسبوق، امتد مئات الآلاف من المواطنين البحرينيين حاملين أعلام
البحرين الوطنية وشعارات تؤكد التمسك بالمطالب الوطنية بالتحول نحو الديمقراطية
ورفض الديكتاتورية، كما رفعت شعارات تطالب بإسقاط "حكومة التعيين" وتطالب
بإرجاع حق الشعب في كونه مصدر السلطات جميعاً.
وشارك في المسيرة آية الله قاسم وعدد من كبار العلماء والشخصيات الوطنية
والسياسية والحقوقية والنشطاء وحشد كبير من المواطنين بما فيهم كبار السن
بالرغم من طول المسافة.
واستمر المواطنون في الوصول إلى المسيرة حتى نهايتها بسبب الاختناق المروري
الهائل الذي استمر منذ ساعات الصباح الأولى وحتى وقت التظاهرة.
وشكلت التظاهرة صورة لم تشهدها البحرين من قبل، فقد طافت المسيرة التي شاركت
فيها مختلف شرائح المجتمع البحريني ومختلف انتماءاته، في مشهد تاريخي غير مسبوق
شكله أكبر حشد بشري في تاريخ البحرين أشبه الموج البشري.
وكان آية الله قاسم أكد أن هذه المسيرة "للتأكيد على أن المطالب السياسية ليست
خاصة بشرذمة قليلة كما قد يروج له الإعلام".
وشكرت جمعية الوفاق الجماهير الوفية التي شاركت بكثافة وبحضور واعي بقضاياه
ومطالبه، وبذل الجهد والوقت وحرص على الحضور والمشاركة ليعكس الصورة الحضارية
والسلمية لواقع المجتمع البحريني المطالب بالتحول للديمقراطية.
وقالت قوى المعارضة في البيان الختامي للتظاهرة، أن هذا الحضور التاريخي يبعث
برسالة واضحة وهي أن الشعب لن يتراجع عن الحراك المطلبي والتواجد في الساحات
والميادين حتى تحقيق هذا الحق الطبيعي والثابت في أن تكون إرادة الشعب البحريني
بأكمله –وليس القبيلة أو الطائفة أو العرق- هي مركز النظام السياسي ومرجعيته.
وطالبت الأسرة الدولية بأن تتخذ وفقاً لالتزاماتها المتعارف عليها، الخطوات
الكفيلة بدعم المطالب الشعبية في التحول إلى الديمقراطية، وحماية حق الشعب
البحريني في التظاهر السلمي وحرية التعبير، وعدم المراوحة في خانة التصريحات
الخجولة والمترددة.
المعارضة: الحكومة فاقدة للشرعية
قالت قوى المعارضة البحرينية أن مسيرة لبييك يا بحرين أثبتت أن الشعب يعتبر هذه
الحكومة فاقدة للشرعية ويطالب بإقالتها فوراً.
وأضاف بيان للمعارضة عقب انتهاء المسيرة أن ""الشعب هو مصدر السلطات جميعاً"...
وفقاً للدستور والميثاق والمواثيق الدولية التي صادقت عليها البحرين".
ودعت المعارضة المجتمع الدولي إلى إنصاف الشعب البحريني والدفاع عنه. مؤكدةً أن
"المجتمع الدولي لا زال يكيل بمكيالين تجاه الثورة البحرينية المطالبة
بالديمقراطية".
وقال نبيل رجب الناشط الذي يرأس مركز البحرين لحقوق الإنسان، إن تظاهرة اليوم
«هي إحدى اكبر التظاهرات في السنوات الأخيرة» في المملكة، مضيفاً أن المتظاهرين
الذين تظاهروا استجابة لدعوات من الجمعيات السياسية وخصوصاً جمعية الوفاق
الوطني الإسلامية، جابوا جادة كبيرة في العاصمة بلا حوادث.
وتابع رجب ان «قسماً صغيراً من المتظاهرين حاول الوصول الى دوار اللؤلؤة لكن
الشرطة فرقتهم مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع». وبحسب رجب فإن المتظاهرين
اعادوا ترديد المطالب التقليدية للمعارضة وبينها حكومة منتخبة إضافة إلى مطالب
إصلاحية اخرى.
خليل المرزوق: تظاهرة لبيك يا بحرين أسقطت شرعية الحكومة
قال النائب خليل المرزوق من جمعية الوفاق إن الحشد الذي تظاهر اليوم لم تشهد له
المملكة مثيلا.
وأضاف في مقابلة مع راديو سوا "من مدة عام هناك إغفال لما يجري في البحرين،
اليوم أراد الشعب البحريني بغالبيته المطالبة بالديمقراطية أن يقول ما زلنا
موجودين رغم القمع والإرهاب الذي مارسته السلطة علينا بقتل المواطنين وسجنهم
وتعذيبهم وفصلهم من الأعمال، كل هذه الأعمال لم تخف هذا الشعب، كسر حاجز الخوف
ونزل مرة أخرى في مسيرة لم يشهد لها تاريخ البحرين مثيلا مطلقا".
وأكد النائب السابق أن تظاهرة الجمعة أسقطت الشرعية عن الحكومة، مطالبا ملك
البلاد بالحوار. وأوضح "أن هذه الحكومة اليوم نادى الشعب بسقوطها ولا شرعية
لهذه الحكومة.
واليوم تأكد أن غالبية شعب البحرين يرفض هذه الحكومة. نريد أن يتحرك الملك
بحوار جدي يسمع لصوت شعبه، وإذا كان الملك يريد أن يكون فقط لمن تجمع في الفاتح
ولا يريد أن يكون ملكا لكل البحرينيين فهذا هو خياره، ويقولون له نحن نريد أن
نكون مصدر السلطات، لا العائلة المالكة ولا طائفة، ونريد حوارا حقيقيا".