أعلنت المعارضة البحرينية الأحد 8/1/2012 أنها تعتزم تنظيم اعتصام أمام مبنى
الأمم المتحدة في المنامة الثلاثاء المقبل، رداً على تواصل القمع الذي تنتهجه
السلطات البحرينية، جاء ذلك بعد أن تظاهر المئات من المحتجين البحرينيين السبت.
وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها من تجدد العنف بين المتظاهرين والشرطة في
البحرين، داعية إلى التحقيق في الصدامات الأخيرة في هذه المملكة الخليجية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية السبت، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس": "إن
مسؤولين في السفارة الأميركية في المنامة التقوا الناشط في الدفاع عن حقوق
الإنسان نبيل رجب وهو محتج جرح خلال تظاهرة جرت الجمعة.
وقالت الناطقة باسم الخارجية فكتوريا نولاند في بيان إن "الولايات المتحدة تشعر
بقلق عميق من استمرار حوادث العنف في البحرين بين الشرطة والمتظاهرين". ودعت
"كل المتظاهرين إلى الامتناع عن أعمال العنف، والشرطة وقوى الأمن إلى تجنب
الاستخدام المفرط للقوة".
وقال مؤيدو رجب الذي يترأس المركز البحريني لحقوق الإنسان انه ادخل إلى
المستشفى بعد اعتداء استهدف أيضاً الناشط يوسف المحافظة.
قال محمد الجيشي، محامي رجب، "إن موكله تعرض لضرب مبرح أثناء تجمع جرى بالعاصمة
المنامة"، إلا أن السلطات البحرينية تقول إن رجال الشرطة عثروا على رجب وهو
"ملقى على الأرض" وقامت بنقله إلى المستشفى.
وقال مركز البحرين لحقوق الانسان الذي يترأسه نبيل رجب قد قال إنه غادر
المستشفى بعد "تلقيه العلاج اللازم"، وقال المركز إنه اخضع للتحقيق من جانب
قوات الأمن أثناء رقوده في المستشفى.
وقال المركز في تصريح نشره في موقعه الالكتروني إن رجب قد اخبر محاميه ان رجال
الشرطة احاطوا به وانهالوا بالضرب عليه دون سابق إنذار، وقال إنه تعرض للضرب
على ظهره ووجه أصيب جراءها بإصابات "بليغة" في وجهه.
"الرسالة وصلت"
وتجمع مئات الأشخاص السبت في البحرين استجابة لنداء من المعارضة للاحتجاج على
قرار السلطات حظر التظاهر، كما أفاد ناشط في مجال حقوق الإنسان وأشرطة فيديو
بثت على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت.
وشارك الشيخ علي سلمان رئيس جمعية الوفاق، أبرز حركات المعارضة ، في تجمع مع
شخصيات أخرى بارزة من المعارضة.
وجرى التجمع على قارعة الطريق السريع الذي يربط القرى بالعاصمة المنامة، وذلك
بعد أن أغلقت شرطة مكافحة الشغب كل الطرق المؤدية إلى توبلي، مكان التجمع
الأساسي الذي دعت إليه المعارضة جنوب غرب العاصمة، كما أوضح مطر مطر النائب
السابق المعارض.
وبعد التفاوض عبثا مع الشرطة طلب الشيخ سلمان من المتظاهرين العودة إلى
منازلهم، مؤكدا "أن الرسالة قد وصلت".
وأعلنت وزارة الداخلية الجمعة في بيان أنها رفضت طلبا للتجمع تقدمت به الوفاق،
معتبرة "أن هذا التجمع قد يعطل حركة السير في اكبر طرق البلاد".
واندلعت حركة احتجاج في منتصف شباط في البحرين في سياق الربيع العربي قادتها
أحزاب من المعارضة المطالبة بنظام ملكي دستوري حقيقي، وقمعت الحركة بعد شهر اثر
تدخل قوات درع الجزيرة الخليجية.
ولا تزال المملكة تشهد بين الفينة والأخرى تظاهرات احتجاجية، لكنها صغيرة، وقد
فرقت قوات الأمن عدة تجمعات خلال الأسابيع الأخيرة ما أسفر عن مقتل فتى في 31
كانون الأول بقنبلة مسيلة للدموع.
وانتقدت لجنة تحقيق مستقلة بعد ذلك "الإفراط غير المبرر في استعمال القوة" الذي
أدى إلى سقوط 35 قتيلا خلال آذار.