gulfissueslogo
الملك عبدالله وولي العهد
الأسرة السعودية الحاكمة تمسك بمقاليد الأمور حتى في أوقات الشدة، و'هيئة البيعة' احتاطت لكل الاحتمالات وسدت جميع الثغرات.
الرياض تطمئن حلفاءها: السعودية ملأى بـ'طويلي العمر'
ميدل ايست اونلاين  23-11-2010

 ترغب المملكة العربية السعودية في أن تظهر لحلفائها أنه لن يكون هناك فراغ في السلطة في أكبر مصدر للنفط في العالم وذلك في وقت يعاني فيه العاهل الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز من مشكلات صحية.
ويتوجه الملك عبد الله الاثنين الى نيويورك لعلاج تجمع دموي وانزلاق غضروفي في حين عاد الامير سلطان الى السعودية الاحد بعد أن قضى شهرين في المغرب في أعقاب مشكلات صحية ألمت به منذ نحو عامين ولم تتحدد طبيعتها.
وتتناقض سلسلة البيانات الرسمية على مدى الاسبوع المنصرم حول صحة الملك عبد الله مع الصمت الذي كان يحدث غالباً في مثل هذه الحالات مما يظهر الرغبة في طمأنة الحلفاء على أن الأسرة الحاكمة تمسك بمقاليد الامور حتى في أوقات الشدة.
وقال الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي المقرب الى الامراء "على الجميع أن يعلم أننا لدينا نظام قائم لحل كل المواقف غر المتوقعة. نعلم أن الامير سلطان كان مريضاً ونعلم الآن أن الملك مريض".
ومضى يقول "لن يكون هناك فراغ لان هيئة البيعة حددت كل شيء. هناك نظام" في اشارة الى مجلس الامراء الذي شكله الملك عبد الله لضمان توافق الآراء حول القرارات المتعلقة باختيار ولي العهد.
وتمثل المملكة أهمية كبرى في جهود محاربة التشدد الاسلامي.
وتريد حليفتها الولايات المتحدة منها مواصلة اصلاحات اجتماعية واقتصادية يشجعها الملك عبد الله وينظر لها على أنها ضرورية خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 والتي كان أغلب منفذيها من السعوديين.
لكن ما زال هناك غموض يكتنف الحالة الصحية لكل من الملك وولي عهده وما الذي ستؤول اليه سياسات العاهل السعودي.
وعندما قالت وكالة الانباء السعودية في الاسبوع الماضي أن الامير متعب نجل الملك عبد الله سيتولى مسؤولية الحرس الوطني الذي يتعامل مع شؤون الامن الداخلي لم تذكر الوكالة صراحة أن الملك تخلى عن السيطرة على هذه القوة.
وقالت مي يماني المحللة السعودية المقيمة في لندن "مكانة السعودية الآن مهمة للغاية في ظل ما يحدث في اليمن والعراق وايران وأفغانستان..واشنطن وكل الغرب يحتاجون فعلاً لاستقرار في السعودية".
وساعد تحذير قدمته المخابرات السعودية على منع وصول طردين ناسفين أرسلا من اليمن الى الولايات المتحدة في الشهر الماضي.
وتعتزم الرياض شراء أسلحة تصل قيمتها الى 60 مليار دولار من الولايات المتحدة فيما يعتبره محللون جهوداً أميركية سعودية لمواجهة نفوذ ايران المتصاعد.
وعين الملك عبد الله ـ الذي يعتقد أنه يبلغ من العمر 86 أو 87 عاماً ويكبر الامير سلطان بسنوات قليلة ـ وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز البالغ من العمر 76 عاماً تقريباً في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء العام الماضي.
لكن هذا الوضع لا يضمن مئة بالمئة أن يصبح الامير نايف ملكاً يوماً ما بعد أن أحجم الملك عبد الله عن تعيين نائب لولي العهد عندما تولى السلطة في 2005 فيما اعتبر حيلة تستهدف الامير نايف الذي كان ينفي بشدة أن سعوديين وراء هجمات 11 سبتمبر.
كان نايف قد مدد نفوذه لما وراء قضايا الامن وكان يدلي ببيانات عامة عن مسائل اقتصادية وكانت بعض المكاتب الحكومية ومواقع الانترنت تضع صورته الى جانب صورتي الملك وولي العهد.
وينظر الى الامير نايف على أنه أحد الصقور الذين يبدون فتوراً ازاء الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي يشجعها الملك بما في ذلك مساعي الحد من تأثير المؤسسة الدينية المتشددة.
وبعد أن ولى الملك عبد الله نجله الامير متعب مسؤولية الحرس الوطني مدد الاحد تعيين عدد من أنصار سياساته الاصلاحية ومنهم المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ والسفير السعودي في واشنطن عادل الجبير.
وقال تيودور كاراسيك وهو محلل لشؤون الدفاع والامن مقيم في دبي ان هناك عناصر في السياسة الخارجية ستتأثر في حالة تولي الامير نايف الحكم يوماً ما.
وأضاف "أفترض أن نايف أكثر تشدداً فيما يتعلق بايران لذا ربما تكون هناك تغييرات في السياسة الخارجية".
وليس من الواضح الى أي مدى سيكون الامير سلطان قادراً على الامساك بزمام الامور في ظل غياب الملك عبد الله.
ويقول مسؤولون انه يعمل بشكل عادي لكن دبلوماسيين يقولون ان مشاركته في الشؤون العامة أصبحت أقل كثيراً منذ علاجه مما قالوا انه مرض السرطان.
وكان الملك عبد الله هو الحاكم الفعلي للبلاد لسنوات بعد أن أصيب سلفه الملك فهد بجلطة حالت دون ادارته شؤون الحكم.
وقال خالد الدخيل أستاذ العلوم السياسية السعودي "ليست هذه المرة الاولى التي يحدث فيها هذا النوع من التحركات".

copy_r