توجيهات من الخارجية القطرية لـ"شبكة الجزيرة" بالتمييز بين تغطيتها
لانتفاضات العالم العربي ونظائرها في الخليج
التوجيهات تطلب من "الشبكة" التعاطي مع الانتفاضات والتحركات الاجتماعية في دول
الخليج على أساس أنها امتداد للاستقطاب المذهبي السني ـ الشيعي والسياسي
الخليجي ـ الإيراني!؟
لندن ، الحقيقة (خاص): كشف صحفي بريطاني في قسم تحرير الاخبار بقناة
"الجزيرة"الإنكليزية أن مجلس إدارة شبكة الجزيرة تلقى توجيهات من وزارة
الخارجية القطرية تقضي بـ"التمييز بين دول الخليج وباقي الدول العربية حين
تغطية أخبار الانتفاضات العربية". وقال الصحفي في اتصال بالبريد الإلكتروني مع
"الحقيقة" إن التوجيه يشمل المحطتين العربية والدولية ( الإنكليزية) .
وبحسب المصدر نفسه ، فإن توجيه الخارجية القطرية طلب من " شبكة الجزيرة"
التعامل مع أية انتفاضات أو تحركات شعبية في أي من دول الخليج "انطلاقا من
الخلافات السياسية بين دول الخليج وإيران ، وعلى خلفيته "، و " تسليط الضوء على
الطابع الشيعي والمضمون المذهبي لهذه التحركات". وقال الصحفي إن النظر إلى قناة
"الجزيرة" بوصفها " صانعة الثورات" في العالم العربي " تبين ، على الأقل
بالنسبة لي ، أنه أكذوبة وأسطورة تسللت إلى الرأي العام بعد نجاح المحطة في
تغطية ثورتي تونس ومصر وقد ساعدتها المصادفة على ذلك" ، لافتا إلى أن
المحطة " سقطت بالضربة القاضية وتعرت من قناعها منذ اللحظة الأولى لانفجار
الأوضاع في البحرين الشهر الماضي ، حيث غاب الحدث كليا عن تغطيتها رغم أن
العشرات من المعتصمين كانوا يتساقطون برصاص الشرطة البحرينية، وحين عادت مؤخرا
واستدركت الأمر ، بدا كما لو أنها تبث من داخل استديوهات تلفزيون الحكومة
البحرينية".
المصدر كشف عن أن وزارة الخارجية القطرية طلبت من "الشبكة" استضافة
أكبر عدد ممكن من الإعلاميين والمحللين والشخصيات العامة الخليجية المتبنية
لوجهات نظر معادية لإيران " كلما كان الأمر يتعلق بحدث خليجي ، والابتعاد قد
الإمكان عن استضافة رموز وشخصيات من المعارضة في هذه الدول ، وبشكل خاص البحرين
، التي تشكل اليوم بؤرة الحدث في منطقة الخليج". وقال المصدر إن"الجزيرة" أصبحت
نسخة عن قناة"العربية" في كل ما يتعلق بالشأن الخليجي ، وهذا ما يؤكد مرة أخرى
أنها" مشروع سياسي بالدرجة الأولى ، وليست مشروعا إعلاميا".