اعتصمت مجاميع شبابية أمام مبنى السيف أمس للمطالبة باستقالة الحكومة وتغيير
رئيس الوزراء، بينما اعتبر د. الخطيب شباب الكويت جزءاً من الشباب العالمي الذي
يرسم تاريخاً جديداً للبشرية كلها، فثورة 25 يناير المصرية لم يشهد لها العالم
مثيلاً على الإطلاق، وهي ثورة شبابية وعلمية لخلق عالم جديد.
تجمع حشد من الشباب أمام قصر السيف مساء أمس للمطالبة باستقالة الحكومة وتغيير
رئيس الوزراء، بحضور ممثلين من القوى السياسية وعدد من النواب.
وأطلقت المجاميع الشبابية الثلاثة (السور الخامس وكافي ونريد) مسمى ساحة
التغيير على المواقف المقابلة لقصر السيف بعد أن منعت وزارة الداخلية التجمع في
ساحة الصفاة وسمحت لهم بالتجمع في ساحة الإرادة.
وأكد د. أحمد الخطيب أن 'الفساد موجود في البلاد منذ 61 عاما، والقضاء عليه
واجب على الجميع، لا سيما أنهم شتتوا البلد إلى داخل وخارج، تاجر وفقير، وزوروا
الانتخابات'، موضحا أنهم 'فرقونا وتركونا نصارع بعضنا وجلسوا (يتطمشون) علينا،
لذا فالمطلوب منكم تطهير أجهزتنا الفاسدة كلها من الحرامية والفاسدين، لأنكم
غير ملوثين، وضمير حي، فالقصة ليست قضية شخص بقدر ما هي تعديل نهج جديد'.
الاحتكام إلى الدستور
وأضاف الخطيب في كلمته أمام التجمع، انني 'لم أر في حياتي أسوأ من الوضع الذي
تعيشه الكويت في الوقت الحالي، إذ كنا في الريادة في كل شيء لأننا نحتكم
للدستور الذي منحنا هذا الموقع بين الدول، والآن أصبحنا في المؤخرة، فنحن نعاني
ستين عاما من هدم للتجربة الكويتية الرائدة التي كانت قدوة ليس لدول الخليج
فقط، بل للدول العربية بشكل عام'، موضحا أن 'مجلس الأمة الكويتي كان مجلسا
للوطن العربي بأسره، يعبر عن أماني وطموحات الشعوب العربية كافة، خصوصا أن هذه
الدول لم يكن بها مجلس يمثل الأمة'.
الشباب العالمي
وقال 'أنتم يا شباب جزء من الشباب العالمي الذي يرسم تاريخا جديدا للبشرية
كلها، فثورة 26 يناير لم يشهد لها العالم مثيلا على الاطلاق، وهي ثورة شبابية
وعلمية لخلق عالم جديد'، مشيرا إلى أن 'هذا التقدم الذي تبناه الشباب يرسم
خريطة العالم للمستقبل، خصوصا أنها أكبر ثورة في عالم تختفي فيه الجغرافيا
ليصبح العالم وطنا واحدا فقط، تندثر فيه الطائفية والطبقية والحزبية وستزول
كذلك كل الأشكال المهترئة، ليبقى الجميع مواطنين أخوة لا فرق بينهم في عالم
واحد'، مبينا 'أنكم الشباب الذي يشرف ويفرح بدأتم من زمن طويل ولا تملون بدءا
من حملة نبيها خمس، وحقوق المرأة، ما يؤكد أن القيادة في العالم الجديد أصبحت
للأمة العربية المجيدة، فما حصل في مصر هز العالم بأسره، وها هي الصين الدولة
العظمى وجدت نفسها في تظاهرات مماثلة بمختلف مدنها'.
اللجوء إلى القضاء
وتابع 'لقد خربوا مجلس الأمة، يريدون أن تكره الناس هذا المجلس لكنهم لم
يستطيعوا، فلجأوا للحل الأخير من خلال استعمال القضاء والمحكمة الدستورية
للقضاء على الدستور، وهذا ما أحذركم منه، خصوصا أن ركيزتنا الأولى هي القضاء
المستقل، وهو الضمان الوحيد لنا جميعا، ويجب ألا نتهاون في القضاء ومن واجبنا
مع النواب الشرفاء الدفاع عنه والمطالبة باستقلاليته ليكون قضاء حرا كما ينص
دستور 62'، لافتا إلى أن 'جهاز أمن الدولة هو تخريب للدولة، وهو جهاز فاسد
يتعدى على القوانين والدستور يتصرف كما يشاء ولا يوجد من يراقبه، وهذا الوضع لا
يجوز'، مبينا 'أنكم انتم ممن يستطيع تعديل هذه الأوضاع وأملي بكم أن تعملوا يدا
واحدة، ولا تعطوا الفرصة لأحد أن يفرقكم، فكلكم أبناء الكويت، وتحبونها وتحبون
حاضرها ومستقبلها'، مؤكدا ان 'هذه ثورة لن تنتهي وستستمر، خصوصا أننا نمتلك
وثيقة دستور 62 ومتمسكون بها، لأننا أقسمنا عليها قسما شرفا وليس كقسمهم هم،
ونحن احرص منهم على أمن واسقرار البلد'، لافتا إلى أن 'يجب تطبيق الدستور
وتغييره حسب ما تنص المادة 175 للأفضل لإعطاء صلاحيات أكبر للشعب'.
تجمع للشباب
وتحدثت بعد ذلك مجموعة من الشباب الذين دعوا ونظموا الاعتصام واصروا على ان
يكون الحديث خلال التجمع لشباب فقط وليس لنواب الامة الذين حضر بعضهم كدعم
للحركة الشبابية المطالبة باستقالة رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
وكان اول المتحدثين عبدالله بورقبة الذي طالب رئيس الحكومة بالاستقالة الفورية
واصفا ايه بأنه لا يحس ولا يشعر بمعاناة المواطنين والحالة المزرية التي وصلت
اليها الدولة، مؤكدا ان هذا التجمع رسالة واضحة من شباب الكويت الى الحكومة
والتي يجب ان تستوعبها بشكل جيد.
ومن جانبه طالب المتحدث علي خاجة رئيس الحكومة بالرحيل لان الوضع وصل الى حد لا
يمكن السكوت عنه وان التجمع الشبابي جمع اطياف المجتمع الكويتي من حضر وبدو
وشيعة وسنة وجميعهم اتفقوا على رحيل رئيس الحكومة والمطالبة بحكومة جديدة ذات
نهج جديد.
حب الأسرة الحاكمة
كما أكد المتحدث حمد العليان ان هذا التجمع لن يكون الاخير وان حركة الشباب
مستمرة حتى تطيح بحكومة ناصر المحمد، لافتا الى ان هذا التجمع لم يدع للانقلاب
على الحكم فالكل متفق على حب الاسرة الحاكمة ومقتنع بقيادتها للبلاد ولكن في ما
يتعلق بحكومة ناصر المحمد فعليها الرحيل الفوري بعد ان ادخلت البلاد في نفق
مظلم.
كما تحدثت الشابة مريم العجمي وطالبت حكومة ناصر المحمد بالرحيل بعد ست سنوات
من الفشل المتواصل والذي اوصل الامور الى حد التأزيم والاحتقان السياسي الذي
ادخل البلاد في صراعات وازمات داخلية متلاحقة أثرت سلبا على التنمية والمشاريع
الموجه للمواطن.
النزول إلى الشارع
كما تحدث محمد ادريس الذي أكد ان التاريخ سيصاغ من جديد بعد 8 مارس والذي قرر
فيه الشباب الكويتي النزول الى الشارع واطلاق صرخة بوجه الظلم والاستبداد
وتأكيد رفضهم لحكومة ناصر المحمد لان الكويت تستحق الافضل، مشيرا الى ان النزول
الى الشارع سوف يقابله ردة فعل حكومية ما يعكس المعادلة حيث كانت في السابق
تفتعل الازمات وتنتظر ردة فعل الشعب.
المتحدث بدر العنزي أكد ان هذا التجمع يأتي بعد عجز مجلس الامة عن القيام بدوره
واقصاء حكومة ناصر المحمد مشيرا الى ان هيبة الحكم اهتزت بسبب الاخطاء الجسيمة
التي ارتكبها رئيس الوزراء الذي أقدم على ضرب الدستور أكثر من مرة.
المتحدثة عائشة مبارك اكدت ان رحيل الحكومة اصبح مطلبا شعبيا ويجب على القيادة
السياسية ان تتعامل معه بجدية أكثر مشيرة الى ان رئيس الحكومة قدم ما هو مطلوب
منه وعليه الرحيل الفوري.
فيما طالب اخر المتحدثين علي العتيبي رئيس الحكومة باستيعاب رسالة الشباب
والرحيل عن رأس الحكومة مشددا على ان الشعب الكويتي الاصيل لا يرضى بأن تقوده
حكومة مثل حكومة ناصر المحمد التي عمدت الى قتل الكفاءات الوطنية وتكريس مبدأ
الواسطة في كل المجالات.
